قالت وسائل إعلام حكومية صينية يوم الجمعة إن الولايات المتحدة هي التي تدمر نفسها وتستعرض “لأوهام بجنون العظمة” يجب ألا تشتت انتباه الصين عن طريقها للتحديث حيث تواصل بكين حربها الكلامية مع واشنطن بشأن التجارة.
هدد الرئيس الامريكى دونالد ترامب يوم الاثنين بضرب 200 مليار دولار من الواردات الصينية بتعرفة 10 فى المائة اذا قامت الصين بالرد ضد استهدافه السابق لواردات قيمتها 50 مليار دولار.
الصين الولايات المتحدة تعاني بسبب تأثير انتشار الحرب التجارية
اتهمت وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة يوم الخميس بأنها “متقلبة” بشأن قضايا التجارة الثنائية وحذرت من أن مصالح العمال والمزارعين الأمريكيين ستتضرر في نهاية المطاف بسبب ميل واشنطن إلى وصف “العصي الكبيرة”.
وقالت صحيفة “تشاينا ديلي” الرسمية في افتتاحيتها إن الولايات المتحدة فشلت في فهم أن العمل الذي تقوم به مع الصين يدعم الملايين من الوظائف الأمريكية وأن نهج الولايات المتحدة كان هزيمة ذاتية.
وأشارت الصحيفة التي تصدر باللغة الإنجليزية إلى البحث الذي أجرته مجموعة روديوم قولها إن الاستثمار الصيني في الولايات المتحدة انخفض بنسبة 92٪ إلى 1.8 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام ، وهو أدنى مستوى له منذ سبع سنوات.
وقالت في افتتاحية عنوانها “أعراض الحمائية من الاوهام بجنون العظمة” ان “الويلات التي تمارسها الادارة على الشركات الصينية لا تترجم ببساطة الى ثروات للشركات الامريكية والاقتصاد الامريكي.”
وقال “ان الاستثمار الصينى المتقلص بسرعة فى الولايات المتحدة يعكس الضرر الذى لحق بالعلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة … بالحملة التجارية لترامب والصقور التجاريين له”.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي المؤلف من 30 سهماً لثماني جلسات متتالية يوم الخميس مع ذيل أسهم من بينها شركة كاتربيللر وشركة بوينج.
وتعرضت الشركات الامريكية الكبرى لصناعة السيارات وصناعة السيارات لضغوط أيضا بعد أن خفضت دايملر الالمانية توقعاتها للارباح في 2018 وقالت شركة بي.ام.دبليو انها تبحث “خيارات استراتيجية” بسبب الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
كما انخفضت أسهم شركة آبل ، التي تم تجميع هواتفها الآيفون في الصين من قبل شركة فوكسكون.
قال رئيس فوكسكون تيري قوه يوم الجمعة إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين هي التحدي الأكبر للشركة التايوانية.
وقال قاو “ما يقاتلون ليس حربا تجاريا حقا ، إنها حرب تكنولوجية. حرب التكنولوجيا هي أيضا حرب تصنيعية”.
ويقول محللون ان الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة قد تعطل سلاسل التوريد الخاصة بالتكنولوجيا وصناعة السيارات وهي قطاعات تعتمد بشدة على مكونات خارجية مثل تلك التي قدمتها فوكسكون وتحد من نمو الاقتصاد العالمي.
استراتيجيات الصين
وقالت صحيفة «جلوبال تايمز» ، وهي صحيفة شعبية واسعة الانتشار نشرتها صحيفة «الشعب ديلي» التابعة للحزب الشيوعي الحاكم ، في افتتاحية لصحيفة «تشاينا ديلي» إن الصين بحاجة إلى أن تكون واقعية بشأن الكيفية التي يمكن بها التعامل مع الولايات المتحدة والنظر في استراتيجيات أخرى.
واضاف “ان الولايات المتحدة لها اليد العليا على الصين في مجال التكنولوجيا والدفاع والتأثير الدولي ، وبالتالي ستواصل البلاد مبادرة استراتيجية بشأن بكين في المستقبل المنظور”.
“ما دامت الصين لا تزال تتبنى استراتيجية واضحة ، متجاورة في سياستها الأمريكية ، وتتجنب منافسة جيوسياسية كاملة أو مواجهة استراتيجية ضد الولايات المتحدة ، فإن الصين سوف تكون قادرة على تحمل الضغط الأمريكي. وبعبارة أخرى ، الصين يجب التركيز على شؤونها الداخلية “.
وقالت الصحيفة إنه يتعين على الصين الاستمرار في تعزيز تنميتها الاقتصادية وضمان أن يتجاوز نموها مثيلتها في الولايات المتحدة من حيث الكم والكيف.
وقالت جلوبال تايمز “طالما استطاعت الصين الاستفادة بفعالية من سياساتها وخبراتها الناجحة المتراكمة منذ الاصلاح والانفتاح وتجنب الأخطاء التخريبية ، فإن البلاد ستشهد زخما قويا من أجل التنمية”.
تراجعت الأسهم الآسيوية إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر يوم الجمعة وسط إشارات بأن معارك التجارة الأمريكية مع الصين والعديد من الدول الأخرى بدأت تتراجع عن أرباح الشركات.
وفي شنغهاي ، سجلت الأسهم قاعًا جديدًا منذ عامين قبل الارتفاع قليلاً صباح الجمعة ، بينما انخفضت الأسهم في هونج كونج أيضًا.
