بورصة انفو. الجمعة 11.55 جمت - حتى الامس القريب كانت صورة الدولار مشرقة. كان التركيز على اليورو كعملة مهددة وباطلة. البعض تحدثوا عن المساواة مع الدولار بالقيمة. البعض تنبأوا بزوالها.
الدولار من جهته كان في طليعة العملات الموثوق بها والمطلوبة كملاذ آمن . كان يرتفع ان تراجعت اسواق الاسهم ولا يتاثر الا ايجابا ببيانات سلبية. يوم أمس بدا وكأن الصورة بدأت تتحول. قد نكون بدأنا بافتتاح عهد جديد.
يوم أمس اختلف الوضع . صدرت بيانات سلبية عديدة من الولايات المتحدة. تنبأ الكثيرون ببيانات سلبية اليوم من سوق العمل . تجاوب الدولار مع التي صدرت بتراجع واستبق المنتظرة بتراجع ايضا.
اليورو ارتفع. يحق للسوق ان يهلل بايجابيات السندات الاسبانية التي كان الطلب عليها جيدا. يحق له ان يرحب بالحدث. الترحيب الذي حدث فاق الحدث واطلق جوا جديدا لا يخضع لمنطق الامور المقبول.
ما يجب التيقظ له حاليا هو امكانية التحول في السوق للتركيز على مخاطر تهدد قطاع المال الاميركي . بهذه الحالة سيعاود السوق الهروب من الدولار عند سماع كل خبر ميال الى السلبية وداعٍ للحذر. المهم الآن هو ان الانظار بدأت تركز على الولايات المتحدة في بعض الامور . الايام القليلة القادمة ستحمل بعض التفاصيل وتوضح بعض المخفيات حتى الان...
المحللون العاملون في " جي بي مورجان " خفضوا تقديراتهم للنمو الاميركي للفصلين الثاني والثالث من 3.2 الى 3.0%. الكارثة النفطية في خليج المكسيك. تراجع النمو في البيانات الاخيرة. توقع انتكاسة في سوق العمل. كلها عوامل ساهمت في اخضاع السوق الى مخاوف جديدة.
ما يعني الدولار بحق من هذه الامور هو ان الفائدة ستكون على انخفاض مستديم. الفدرالي الاميركي شدد على هذه النقطة واكدها في اجتماعه الاخير. من المنتظر الا يختلف الموقف في اجتماعه القادم.
ما يصح مراقبته حاليا هو تحرك اليورو . طالما انه لم يحاول تسجيل اعماق جديدة فهذا سيعني ان المزيد من عمليات الشورت ستقفل عليه وان ارتفاعات جديدة ستحدث. هذا يعني تراجعات جديدة للدولار.
اخيرا : قليلا من التمهل في اصدار الاحكام. التنبؤات لا قيمة لها في هذا المكان. قد نكون امام تحول في القوانين التي حكمت الاسواق لفترة طويلة، وقد لا نكون. ربما يكون تراجع الدولار على علاقة باحداث اسبوع حساس من على ضفتي الاطلسي. نتمهل ونراقب والغد آت وهو سيحمل حتما من الجديد ما يغني...