عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2011, 07:41 AM   المشاركة رقم: 46
الكاتب
Samy
رحمه الله
الصورة الرمزية Samy

البيانات
تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية: 9
العمر: 60
المشاركات: 5,550
بمعدل : 1.08 يوميا

الإتصالات
الحالة:
Samy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Samy المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: حواديت رمضان اليوميه

أحبابنا


سلام الله عليكم و رحمته و بركاته

فى سهره رمضانيه جديده تحيا بها قلوبنا

و ترتقى بها أرواحنا و تنعم بها نفوسنا

أحبابنا
...........

إنتباه


فكلنا اليوم فى حضرة صحابى جليل له مكانه جليلة فى التاريخ الاسلامى كله

تعلمت منه البشرية جمعاء

الحق و الصدق
و المعارضه للسلطان فى الحق و بالحق
و أداب تلك المعارضه

إنه مفجر الثورة

بل إنه مفجر الثورات الاول على السلاطين و الامراء
ممن غرتهم دنياهم و إستهواهم الكرسى و المنصب


إنتباه

فنحن نحتاج سيرته الان لنتعلم منها و نأخذ منها ما نسقطه على واقعنا اليوم
فينفعنا


إنتباه

فنحن أمام صحابى جليل
حدث ذات مرة ان كان الرسول متوجه لغزوة تبوك و طال عليهم الطريق
و بدأ الرجال فى التخلف رويداً رويداً

و أصحابه يقولون له :
يا رسول الله لقد تخلف فلان

فيقول لهم :
دعوه فإن يك فيه خير سيلحقه الله بكم ... و إن لم يكن فقد أراحكم الله منه

و تكرر القول مع كل تخلف لأحد الرجال

إلى أن أعيا الطريق راحلة( دابة ) صاحبنا الليله من شده جوعها و ظمأها و لم تقوى
على حمله و لا على المسير

و حاول معها و لم يستطع

و تخلف عن ركب الرسول

و قال الرسول ما قاله مع من قبله

و ترك رضوان الله عليه دابته و حمل متاعه و سار على الرمال ليحاول اللحاق بمحمد و صحبه

و فى الظهيرة وقف الحبيب محمد و صحبه ليستريحوا قبل ان يواصلوا المسير

و من على بعد يرون رجلاً يسير بمشقه و يعانى و يحاول

و هنا قال الحبيب محمدا

يا ليته يكون ..... أبا ذر
كن أبا ذر ... كن أبا ذر

و يصل الرجل أخيراً

و هو يصيح كعادته

يا رسول الله .. انه و الله أبا ذر ... أنا أبا ذر

اللــــــــــــــه

اتصال روحانى بين قلبيهما



فيفرح الرسول و يقول له

يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده


و رغم انه صلوات الله و سلامه عليه

قال عنه سيموت وحده

إلا انه و ذات مره قال لصحبه و منهم أبا ذر

( ليموتن رجل منكم بفلاه . أى بصحراء .. تشهده عصابةٌ من المؤمنين )

و سبحان الله فى ترتيب الخالق للامور

و فى صدق ما أخبر به الرسول


إنتباه

فنحن اليوم فى حضرة

( سيدنا / أبا ذر الغفارى )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فنحن اليوم فى حضرة صحابى لا يخاف فى الحق لومة لائم

لا يخشى الا الله

زعيم المعارضه الاول

إلا انه كان

عدو الثورات الاكبر

.......................................

قدم سيدنا أبا ذر الغفارى من قبيلة غفار الى رسول الله بمكه بعد ان سمع عن ما أوحى اليه

و كانت مكه تعج بأصنام الشرك و الضلال و يزروها الكثير ممن يحجون الى تلك الاصنام

و من ثم فطبيعياً أن ترى أغراب بمكه من حين لأخر

و لكن أن يأتى أحد من قبيلة بعيده من غفار ( و المشهورة بقطع الطرق على القوافل )
قاصداً الحبيب محمد و دعوته الجديده فهو الامر الجديد على مكه
و أعلن اسلامه بين يدى الحبيب بعد أن سمع ما تلاه الرسول عليه من أيات ربه
فكان خامس او سادس من دخل فى الاسلام

و أبا ذر كان لديه الاستعداد ذاتى للايمان بالله الواحد الاحد


حقاً ان الله يهدى من يشاء

فيسأل الرسول عما يأمره به فقال له الحبيب
إذهب الى قومك حتى يبلغك أمرى

فرد أبا ذر رداً عرف منه الحبيب طباعه القويه الحاسمه الحازمه

(( و الله لا اذهب قبل أن أصرخ بالاسلام فى المسجد ))


و قد كان و شهد بأنه لا اله الا الله و ان محمد رسول الله

و أستغرب اهل مكه من هذا الغريب و هو لا حسب و لا نسب و لا حول له و لا طول بمكه
و يقول هذا بعلو صوته

و كان نصيبه الضرب و الايذاء حتى أغمى عليه

الا ان العباس عم الرسول تدخل قائلاً


((
يا معشر قريش، أنتم تجار، وطريقكم على غفار،، وهذا رجل من رجالها، ان يحرّض قومه عليكم، يقطعوا على قوافلكم الطريق".. فعادوا الى رشدهم و صوابهم وتركوه. ))

و يعود أبا ذر الى قومه

و تمر السنون و يهاجر الرسول الى المدينه

و ذات يوم يأتيه موكب جليل كبير

من هؤلاء القوم

انها قبيلة غفار ( قطاع الطرق ) أسلمت على يد أبا ذر الغفارى بل و معها قبيلة أسلم

لقد غير أبا ذر مجرى حياتهم و بدلها بعون الله و مدده

فقال الرسول لهم بترحاب

غفار غفر الله لها ..... و أسلم سالمها الله


يا اللــــــــــــــــه

ألم أقل انتباه يا أحباب

لعلكم بدأتم تستشعرون لماذا قلت لحضراتكم

انتباه

و أمام من سنقف سوياً بكل تأدب و احترام

.................

و كان الحبيب المصطفى يقول عنه

" ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر"

نعم
صدق الظاهر و الباطن

لا نفاق و لا خداع و لا مغالطه

و الصدق عنده قولا ... فلا صدق صامت عن سيدنا أبا ذر

كلا يجهر بقول الحق و ليكن ما يكون

و أراد الرسول أن يعلمه و أن يهذب هذا السلوك الثورى فى صفاته رضوان الله عليه

فكان هذا الحوار

ألقى الرسول يوما هذا السؤال:

" يا أبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء"..؟


فأجاب قائلا:

"اذن والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي".

فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام :

"أفلا أدلك على خير من ذلك..؟

اصبر حتى تلقاني".

يا اللــــــــــــــــــــــــه


و كأن الحبيب يعلم من طبيعة صاحبه القضية التى سيحيا من أجلها و يموت عليها و أراد أن يعلمه دون غيره

كيف يتصرف و يعالج الامور
و إن كان نهاه عن حمل السلاح الا انه لم ينهه عن قول الحق بسلاح لسانه البتار

انها قضيه

السلطه و المال و مغرياتهما

و متابعة الحكام و مراجعتهم و تصويب اخطاءهم


و مرت سنوات الرسول و أبا بكر و عمر و ليس بها ما يخالف فكر و منطق أبا ذر
فلم يقع أحد ولاة أمور المسلمين فريسة للسلطه و لا للمال
و لا لم يغير طبيعة أحد منهم لا مال و لا سلطه
و لم يعتريهم ما يعترى غيرهم نشوة بالسلطه و لا فرحاً بالمال

بل كان الزهد فى كل ذلك مع توزيع عادل للمال
رغم الفتوح الاسلاميه و اتساع رقعة الدوله الا ان كل الولاه كانوا يتعاملون

و هم يعلمون ان خليفة المسلمين يراقبهم و من قبله فهم فى رقابة الله عز و جل
فكانوا فى خشية دوماً

و كانت العدالة الاجتماعيه و التى تحول بين الناس و بين الثورات

......
و تبدلت الاحوال بعد ذلك
فظهرت الطبيعة الثوريه لسيدنا أبا ذر

عندما هبت رياح المال على السلطه
و ظهرت أمارات الثراء على الامراء و تغيرت طبيعة

من كانوا منذ مدة يتميزون بالزهد و الورع

ياااااااه
و كان يردد بين الناس دوماً

بشّر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة

كلمات كان يرددها فى كل مكان

امام الكبير و الصغير

امام الولاه و الامراء و الاثرياء

بلا خوف و لا وجل و لا تردد و لا مواربه

و صار أبا ذر حديث الفقراء و المستضعفين و زعيمهم الروحى

و توجه الى معاويه بن أبا سفيان فى قصره يواجهه بل يحاسبه بقوة و ثبات
و كانت بينهما مناظرة رائعه بهذا الصدد

كانت الغلبه فيها لصوت الحق لسيدنا أبا ذر

.....................

و كان يصرخ فى الفقراء

عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الانس شاهرا سيفه

إلا أن يتذكر رسول الله و ما قاله له


ثم يذكر وصية رسول الله أن يضع الأناة مكان الانقلاب، والكلمة الشجاعة مكان السيف..
فيترك لغة الحرب هذه ويعود الى لغة المنطق والاقناع،


فيعلم الناس جميعا أنهم جميعا سواسية كأسنان المشط.. وأنهم جميعا شركاء في الرزق..

وأنه لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى..

وأن أمير القوم ووليهم، هو أول من يجوع اذا جاعوا، وآخر من شبع اذا شبعوا..

لقد قرر أن يخلق بكلماته وشجاعته رأيا عامّا فى كل بلاد الاسلام

يكون له من الفطنة والمناعة، والقوة ما يجعله شكيمة لأمرائه وأغنيائه،

وما يحول دون ظهور طبقات مستغلة للحكم، أو محتكرة للثروة.

اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــه


انه واقعنا اليوم

سبحان الله فلنتعلم من دروس الماضى

..............

و أرسل معاويه الى الخليفه عثمان بن عفان يشكو أبا ذر له
و أنه سيؤلب الناس و سيفسد الرعيه

رغم ان أبا ذر ما دعى يوماً لحمل سلاح ضد الحكام

و لو دعى لإستجاب لدعوته الكثير

...................

و إستدعى سيدنا عثمان بن عفان

سيدنا أبا ذر الى المدينه الى جواره

و ودعت دمشق أبا ذر بل ودعه الشام كله وداعاً لا يُنسى

و وصل الى الخليفة عثمان

الذى عرض عليه ما عرض

فقال له أبا ذر

( ليس بى حاجة الى دنياكم )

و طلب من الخليفه أن يأذن له فى التوجه الى مكان يسمى الربذه

.................

و خلا بنفسه و ربه هناك

و ما زال على معارضته للخليفه الا انه ما زال حافظاً لوصية الرسول الاعظم

و أتاه الناس من كل صوب

يؤيدونه و يطلبون ان يرفع راية الثورة ضد عثمان

و لكنه ما كان ليجعل دعوته سبباً لإشباع رغبة هواة الفتنه

و كان رده حاسماً كعادته


والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت، وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي.."


" ولوسيّرني ما بين الأفق الى الأفق، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي..

" ولو ردّني الى منزلي، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي"..

اللـــــــــــــــــــــــــــــه

اللــــــــــــــه

يا أبا ذر

..................

و رغم هذا كان ذات مرة

قابل أبا هريره فإحتضنه ابا هريره

فإذا بأبا ذر يقول له

إليك عني.. ألست الذي وليت الامارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا


ان أبا ذر

يأبى إلا أن يتصف بما كان عليه الرسول و أبا بكر و عمر

و عاش ما عاش وحيداً فى الصحراء مع زوجته فى معزل عن الناس

محققاً حديث رسول الله

أتتذكرونه

الذى قلناه فى بداية الحديث

يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده

الى أن تحل عليه نسمات الموت و لقاء مولاه

و تبكى زوجته

أهكذا تموت وحيداً فريداً يا أبا ذر

أهكذا نهايتك يا صحب الرسول

أهكذا يا من أسلمت على يديك غفار و أسلم

و تبكى و تبكى

و هى لا تجد ما ستكفنه به

ياللــــــــــــــــــــــه


فيقول لها مهوناً عليها

لا تخافى سيشهد وفاتى عصابة من المؤمنين فقد قالها رسول الله ذات مرة لى و لبعض صحابته كانوا معنا

ليموتن رجل منكم بفلاه . أى بصحراء .. تشهده عصابةٌ من المؤمنين


و كل من كان معنا مات فى قريه او فى جماعه و لم يتبقى الا انا
و هأنذا فى صحراء و لن أموت إلا و جماعه من المؤمنين حولى

فلا تخافى


اللـــــــــــــــــــــه

ما كذب رسول الله و لا كذبت

و هو ما قد كان

مات و امرأته بجواره تبكى وحيده إلا و قافله من المؤمنين تقترب على رأسها
عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله
و ما أن رأى جثمانه الطاهر الا و بكى

و قال قول رسول الله فيه

يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده

و غسلوه و كفنوه و صلوا عليه و دفنوه وحيداً فى مكانه ليبعث وحيدا


صدقت يا سيدى يا رسول الله

.................................................. ......

و انتقلت روح الثائر الاعظم

و مهذب الثوار

سيدنا ابا ذر الغفارى

الى بارئها

راضية مرضية ان شاء الله تعالى

..................................................

و نختم وقوفنا امامه اليوم

بقول سيدنا على ابن ابى طالب عنه

"لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر"..!!

عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..

عاش يدحض الخطأ، ويبني الصواب..

عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير..

يمنعونه من الفتوى، فيزداد صوته بها ارتفاعا، ويقول لمانعيه:

" والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها"..!!



ويا ليت المسلمين استمعوا يومئذ لقوله ونصحه..


اذن لما ماتت في مهدها تلك الفتن التي تفقم فيما بعد أمرها واستفحل خطرها، وعرّضت المجتمع والاسلام لأخطار، ما كان أقساها من أخطار.
..................


سيدنا / أبا ذر


كما دخلنا عليك بأدب

فلتأذن لنا بالانصراف عنك بأدب

سلام الله عليك و رحمته و بركاته

يا معلمنا

و أقرئ حبيبك منا السلام





















التعديل الأخير تم بواسطة Samy ; 10-08-2011 الساعة 09:10 PM
عرض البوم صور Samy  
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 10-08-2011, 07:41 AM
Samy Samy غير متواجد حالياً
رحمه الله
افتراضي رد: حواديت رمضان اليوميه

أحبابنا


سلام الله عليكم و رحمته و بركاته

فى سهره رمضانيه جديده تحيا بها قلوبنا

و ترتقى بها أرواحنا و تنعم بها نفوسنا

أحبابنا
...........

إنتباه


فكلنا اليوم فى حضرة صحابى جليل له مكانه جليلة فى التاريخ الاسلامى كله

تعلمت منه البشرية جمعاء

الحق و الصدق
و المعارضه للسلطان فى الحق و بالحق
و أداب تلك المعارضه

إنه مفجر الثورة

بل إنه مفجر الثورات الاول على السلاطين و الامراء
ممن غرتهم دنياهم و إستهواهم الكرسى و المنصب


إنتباه

فنحن نحتاج سيرته الان لنتعلم منها و نأخذ منها ما نسقطه على واقعنا اليوم
فينفعنا


إنتباه

فنحن أمام صحابى جليل
حدث ذات مرة ان كان الرسول متوجه لغزوة تبوك و طال عليهم الطريق
و بدأ الرجال فى التخلف رويداً رويداً

و أصحابه يقولون له :
يا رسول الله لقد تخلف فلان

فيقول لهم :
دعوه فإن يك فيه خير سيلحقه الله بكم ... و إن لم يكن فقد أراحكم الله منه

و تكرر القول مع كل تخلف لأحد الرجال

إلى أن أعيا الطريق راحلة( دابة ) صاحبنا الليله من شده جوعها و ظمأها و لم تقوى
على حمله و لا على المسير

و حاول معها و لم يستطع

و تخلف عن ركب الرسول

و قال الرسول ما قاله مع من قبله

و ترك رضوان الله عليه دابته و حمل متاعه و سار على الرمال ليحاول اللحاق بمحمد و صحبه

و فى الظهيرة وقف الحبيب محمد و صحبه ليستريحوا قبل ان يواصلوا المسير

و من على بعد يرون رجلاً يسير بمشقه و يعانى و يحاول

و هنا قال الحبيب محمدا

يا ليته يكون ..... أبا ذر
كن أبا ذر ... كن أبا ذر

و يصل الرجل أخيراً

و هو يصيح كعادته

يا رسول الله .. انه و الله أبا ذر ... أنا أبا ذر

اللــــــــــــــه

اتصال روحانى بين قلبيهما



فيفرح الرسول و يقول له

يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده


و رغم انه صلوات الله و سلامه عليه

قال عنه سيموت وحده

إلا انه و ذات مره قال لصحبه و منهم أبا ذر

( ليموتن رجل منكم بفلاه . أى بصحراء .. تشهده عصابةٌ من المؤمنين )

و سبحان الله فى ترتيب الخالق للامور

و فى صدق ما أخبر به الرسول


إنتباه

فنحن اليوم فى حضرة

( سيدنا / أبا ذر الغفارى )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فنحن اليوم فى حضرة صحابى لا يخاف فى الحق لومة لائم

لا يخشى الا الله

زعيم المعارضه الاول

إلا انه كان

عدو الثورات الاكبر

.......................................

قدم سيدنا أبا ذر الغفارى من قبيلة غفار الى رسول الله بمكه بعد ان سمع عن ما أوحى اليه

و كانت مكه تعج بأصنام الشرك و الضلال و يزروها الكثير ممن يحجون الى تلك الاصنام

و من ثم فطبيعياً أن ترى أغراب بمكه من حين لأخر

و لكن أن يأتى أحد من قبيلة بعيده من غفار ( و المشهورة بقطع الطرق على القوافل )
قاصداً الحبيب محمد و دعوته الجديده فهو الامر الجديد على مكه
و أعلن اسلامه بين يدى الحبيب بعد أن سمع ما تلاه الرسول عليه من أيات ربه
فكان خامس او سادس من دخل فى الاسلام

و أبا ذر كان لديه الاستعداد ذاتى للايمان بالله الواحد الاحد


حقاً ان الله يهدى من يشاء

فيسأل الرسول عما يأمره به فقال له الحبيب
إذهب الى قومك حتى يبلغك أمرى

فرد أبا ذر رداً عرف منه الحبيب طباعه القويه الحاسمه الحازمه

(( و الله لا اذهب قبل أن أصرخ بالاسلام فى المسجد ))


و قد كان و شهد بأنه لا اله الا الله و ان محمد رسول الله

و أستغرب اهل مكه من هذا الغريب و هو لا حسب و لا نسب و لا حول له و لا طول بمكه
و يقول هذا بعلو صوته

و كان نصيبه الضرب و الايذاء حتى أغمى عليه

الا ان العباس عم الرسول تدخل قائلاً


((
يا معشر قريش، أنتم تجار، وطريقكم على غفار،، وهذا رجل من رجالها، ان يحرّض قومه عليكم، يقطعوا على قوافلكم الطريق".. فعادوا الى رشدهم و صوابهم وتركوه. ))

و يعود أبا ذر الى قومه

و تمر السنون و يهاجر الرسول الى المدينه

و ذات يوم يأتيه موكب جليل كبير

من هؤلاء القوم

انها قبيلة غفار ( قطاع الطرق ) أسلمت على يد أبا ذر الغفارى بل و معها قبيلة أسلم

لقد غير أبا ذر مجرى حياتهم و بدلها بعون الله و مدده

فقال الرسول لهم بترحاب

غفار غفر الله لها ..... و أسلم سالمها الله


يا اللــــــــــــــــه

ألم أقل انتباه يا أحباب

لعلكم بدأتم تستشعرون لماذا قلت لحضراتكم

انتباه

و أمام من سنقف سوياً بكل تأدب و احترام

.................

و كان الحبيب المصطفى يقول عنه

" ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر"

نعم
صدق الظاهر و الباطن

لا نفاق و لا خداع و لا مغالطه

و الصدق عنده قولا ... فلا صدق صامت عن سيدنا أبا ذر

كلا يجهر بقول الحق و ليكن ما يكون

و أراد الرسول أن يعلمه و أن يهذب هذا السلوك الثورى فى صفاته رضوان الله عليه

فكان هذا الحوار

ألقى الرسول يوما هذا السؤال:

" يا أبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء"..؟


فأجاب قائلا:

"اذن والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي".

فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام :

"أفلا أدلك على خير من ذلك..؟

اصبر حتى تلقاني".

يا اللــــــــــــــــــــــــه


و كأن الحبيب يعلم من طبيعة صاحبه القضية التى سيحيا من أجلها و يموت عليها و أراد أن يعلمه دون غيره

كيف يتصرف و يعالج الامور
و إن كان نهاه عن حمل السلاح الا انه لم ينهه عن قول الحق بسلاح لسانه البتار

انها قضيه

السلطه و المال و مغرياتهما

و متابعة الحكام و مراجعتهم و تصويب اخطاءهم


و مرت سنوات الرسول و أبا بكر و عمر و ليس بها ما يخالف فكر و منطق أبا ذر
فلم يقع أحد ولاة أمور المسلمين فريسة للسلطه و لا للمال
و لا لم يغير طبيعة أحد منهم لا مال و لا سلطه
و لم يعتريهم ما يعترى غيرهم نشوة بالسلطه و لا فرحاً بالمال

بل كان الزهد فى كل ذلك مع توزيع عادل للمال
رغم الفتوح الاسلاميه و اتساع رقعة الدوله الا ان كل الولاه كانوا يتعاملون

و هم يعلمون ان خليفة المسلمين يراقبهم و من قبله فهم فى رقابة الله عز و جل
فكانوا فى خشية دوماً

و كانت العدالة الاجتماعيه و التى تحول بين الناس و بين الثورات

......
و تبدلت الاحوال بعد ذلك
فظهرت الطبيعة الثوريه لسيدنا أبا ذر

عندما هبت رياح المال على السلطه
و ظهرت أمارات الثراء على الامراء و تغيرت طبيعة

من كانوا منذ مدة يتميزون بالزهد و الورع

ياااااااه
و كان يردد بين الناس دوماً

بشّر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة

كلمات كان يرددها فى كل مكان

امام الكبير و الصغير

امام الولاه و الامراء و الاثرياء

بلا خوف و لا وجل و لا تردد و لا مواربه

و صار أبا ذر حديث الفقراء و المستضعفين و زعيمهم الروحى

و توجه الى معاويه بن أبا سفيان فى قصره يواجهه بل يحاسبه بقوة و ثبات
و كانت بينهما مناظرة رائعه بهذا الصدد

كانت الغلبه فيها لصوت الحق لسيدنا أبا ذر

.....................

و كان يصرخ فى الفقراء

عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الانس شاهرا سيفه

إلا أن يتذكر رسول الله و ما قاله له


ثم يذكر وصية رسول الله أن يضع الأناة مكان الانقلاب، والكلمة الشجاعة مكان السيف..
فيترك لغة الحرب هذه ويعود الى لغة المنطق والاقناع،


فيعلم الناس جميعا أنهم جميعا سواسية كأسنان المشط.. وأنهم جميعا شركاء في الرزق..

وأنه لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى..

وأن أمير القوم ووليهم، هو أول من يجوع اذا جاعوا، وآخر من شبع اذا شبعوا..

لقد قرر أن يخلق بكلماته وشجاعته رأيا عامّا فى كل بلاد الاسلام

يكون له من الفطنة والمناعة، والقوة ما يجعله شكيمة لأمرائه وأغنيائه،

وما يحول دون ظهور طبقات مستغلة للحكم، أو محتكرة للثروة.

اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــه


انه واقعنا اليوم

سبحان الله فلنتعلم من دروس الماضى

..............

و أرسل معاويه الى الخليفه عثمان بن عفان يشكو أبا ذر له
و أنه سيؤلب الناس و سيفسد الرعيه

رغم ان أبا ذر ما دعى يوماً لحمل سلاح ضد الحكام

و لو دعى لإستجاب لدعوته الكثير

...................

و إستدعى سيدنا عثمان بن عفان

سيدنا أبا ذر الى المدينه الى جواره

و ودعت دمشق أبا ذر بل ودعه الشام كله وداعاً لا يُنسى

و وصل الى الخليفة عثمان

الذى عرض عليه ما عرض

فقال له أبا ذر

( ليس بى حاجة الى دنياكم )

و طلب من الخليفه أن يأذن له فى التوجه الى مكان يسمى الربذه

.................

و خلا بنفسه و ربه هناك

و ما زال على معارضته للخليفه الا انه ما زال حافظاً لوصية الرسول الاعظم

و أتاه الناس من كل صوب

يؤيدونه و يطلبون ان يرفع راية الثورة ضد عثمان

و لكنه ما كان ليجعل دعوته سبباً لإشباع رغبة هواة الفتنه

و كان رده حاسماً كعادته


والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت، وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي.."


" ولوسيّرني ما بين الأفق الى الأفق، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي..

" ولو ردّني الى منزلي، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي"..

اللـــــــــــــــــــــــــــــه

اللــــــــــــــه

يا أبا ذر

..................

و رغم هذا كان ذات مرة

قابل أبا هريره فإحتضنه ابا هريره

فإذا بأبا ذر يقول له

إليك عني.. ألست الذي وليت الامارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا


ان أبا ذر

يأبى إلا أن يتصف بما كان عليه الرسول و أبا بكر و عمر

و عاش ما عاش وحيداً فى الصحراء مع زوجته فى معزل عن الناس

محققاً حديث رسول الله

أتتذكرونه

الذى قلناه فى بداية الحديث

يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده

الى أن تحل عليه نسمات الموت و لقاء مولاه

و تبكى زوجته

أهكذا تموت وحيداً فريداً يا أبا ذر

أهكذا نهايتك يا صحب الرسول

أهكذا يا من أسلمت على يديك غفار و أسلم

و تبكى و تبكى

و هى لا تجد ما ستكفنه به

ياللــــــــــــــــــــــه


فيقول لها مهوناً عليها

لا تخافى سيشهد وفاتى عصابة من المؤمنين فقد قالها رسول الله ذات مرة لى و لبعض صحابته كانوا معنا

ليموتن رجل منكم بفلاه . أى بصحراء .. تشهده عصابةٌ من المؤمنين


و كل من كان معنا مات فى قريه او فى جماعه و لم يتبقى الا انا
و هأنذا فى صحراء و لن أموت إلا و جماعه من المؤمنين حولى

فلا تخافى


اللـــــــــــــــــــــه

ما كذب رسول الله و لا كذبت

و هو ما قد كان

مات و امرأته بجواره تبكى وحيده إلا و قافله من المؤمنين تقترب على رأسها
عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله
و ما أن رأى جثمانه الطاهر الا و بكى

و قال قول رسول الله فيه

يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده

و غسلوه و كفنوه و صلوا عليه و دفنوه وحيداً فى مكانه ليبعث وحيدا


صدقت يا سيدى يا رسول الله

.................................................. ......

و انتقلت روح الثائر الاعظم

و مهذب الثوار

سيدنا ابا ذر الغفارى

الى بارئها

راضية مرضية ان شاء الله تعالى

..................................................

و نختم وقوفنا امامه اليوم

بقول سيدنا على ابن ابى طالب عنه

"لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر"..!!

عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..

عاش يدحض الخطأ، ويبني الصواب..

عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير..

يمنعونه من الفتوى، فيزداد صوته بها ارتفاعا، ويقول لمانعيه:

" والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها"..!!



ويا ليت المسلمين استمعوا يومئذ لقوله ونصحه..


اذن لما ماتت في مهدها تلك الفتن التي تفقم فيما بعد أمرها واستفحل خطرها، وعرّضت المجتمع والاسلام لأخطار، ما كان أقساها من أخطار.
..................


سيدنا / أبا ذر


كما دخلنا عليك بأدب

فلتأذن لنا بالانصراف عنك بأدب

سلام الله عليك و رحمته و بركاته

يا معلمنا

و أقرئ حبيبك منا السلام























التعديل الأخير تم بواسطة Samy ; 10-08-2011 الساعة 09:10 PM.
رد مع اقتباس