عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2012, 10:58 PM   المشاركة رقم: 5
الكاتب
mohamed1happy
عضو جديد
الصورة الرمزية mohamed1happy

البيانات
تاريخ التسجيل: Jan 2012
رقم العضوية: 7945
الدولة: cairo
المشاركات: 149
بمعدل : 0.03 يوميا

الإتصالات
الحالة:
mohamed1happy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mohamed1happy المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
Exclamation رد: ... الموسوعة لعالم الملائكة ...

أعمـــال الملائــــكــــة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حمــل عـــرش الرحــمــن



أعظم الأعمال التي تقوم به الملائكة هو حمل عرش الرحمن

قال تعالى : (( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة * وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة * فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت الســماء فهي يومئـذ واهيـة * والملك على أرجائـها ويحمل عرش ربك فوقهـم يـومئــذ ثــمانيــة ))




قال ابن كثير . رحمه الله : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) أي : يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي قال : كتب إلى أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري حدثنا أبي حدثنا إبراهيم ابن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه بخفق الطير سبعمائة عام ) ,, وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات وقد رواه أبو داود عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ) لفظ أبي داود




وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبيه وهو يقول : سبحانك أين كنت وأين تكـــون ؟ )) ,, والمنكب بفتح الميم وسكون النون وكسر الكاف : مجتمع ما بين العضد والكتف ,, وهما منكبان لأنهما في الجانبين .. وحملة العرش من الملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للمؤمنين كما قال تعالى : (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك . وقهم عذاب الجحيم . ربنا إنك أنت العزيز الحكيم . وقهم السيئات ومـن تـق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك الفوز العظيم ))




قال ابن كثير . رحمه الله : " يخبر تعالى عن الملائكة المقربين من حملة العرش ,, بأنهم يسبحون بحمد ربهم أي : يتقربون بين التسبيح الدال على نفي النقائص والتحميد المقتضي لإثبات صفات المدح ( ويؤمنون به ) أي : خاشعون له أذلاء بين يديه وأنهم ( يستغفرون للذين آمنـوا ) أي : من أهل الأرض ممن آمن بالغيب فقيض الله تعالى ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب ,, ولما كان هذا من سجايا الملائكة عليهم الصلاة والسلام كانوا يؤمنون على دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب ,, كما ثبت في صحيح مسلم : (( إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله )) . ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ) أي : رحمتك تسع ذنوبهم وخطاياهم وعلمك محيط بجميع أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم ( فاغفر للذين تابوا واتبعوا ســبيـلك ) أي : فاصفح عن المسيئين إذا تـابـوا وأنـابـوا عمَّا كانـوا فيه واتبعوا ما أمرتهم به من فعل الخيرات وترك المنكرات ( وقـهـم عــذاب الجــحـيــم ) وزحزهم عن عــذاب الجحيــم ,, وهو العذاب الموجع الأليــم ( ربنا وأدخلهم جـنـات عـدن التي وعـدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) أي : اجمع بينهم وبينهم لتقرَّ بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة كما قال تبارك وتعالى : (( والذين آمنـوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتانهم من عملهم من شــيء )) أي : ساوينا بين الكل في المنزلة لتقرَّ أعينهم وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني بل رفعنا ناقص العمل فساويناه بكثير العمل تفضلا منا ومِـنّة وقوله تبارك وتعالى ( إنك أنت العزيـز الحكيـم ) أي : الذي لا يمانع ولا يغالب وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن الحكيم في أقوالك وأفعالك من شرعك وقدرك ( وقهم السيئات ) أي : فعلها أو وبالها ممن وقعت منه


( ومن تق السيئات يومئذ ) أي : يوم القيامة (فقد رحمتـه) أي : لطفت به ونجيته من العقوبة (وذلك هو الفوز الـعظيم)

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائــكــة يكــتبـون أعـمــال بني آدم

عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها .. قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله عز وجل : إذا تَحَدَّثَ عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له ما لم يعمل فإذا عملها فأنا أكتبها بعشـر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ,, فإذا عملها فأنا اكتبها له بمثلها )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الملائكة : " رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ( وهو أبصر به ) فقال : ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ,, وإن تركها فاكتبوها له حسنة ,, إنما تركها من جَرَّاي " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله عز وجل : إذا هَمَّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه ,, فإن عملها فاكتبوها سيئة وإذا هَمَّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا )) قال النووي : " قال الإمام أبو جعفر الطحاوي : في هذه الأحاديث دليل على أن الحفظة يكتبون أعمال القلوب وعقدها خلافا لمن قال إنها لا تكتب إلا الأعمال الظاهرة والله أعلم



وقال تعالى : (( وإن عليـكم لحـافـظين . كــرامـا كــاتبين . يعلــمون ما تفعلــون ))


قال ابن كثير . رحمه الله : " يعني وإن عليكم لملائكة حفظة كراما فلا تقابلوهم بالقبائح فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم "




وقال تعالى : (( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))


قال ابن كثير . رحمه الله : ( إذ يتلقى المتلقيان ) يعني : الملكين الذين يكتبان عمل الإنسان ,, ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ) أي : مترصد ,, ( ما يلفظ ) أي : ابن آدم ( من قول ) أي : ما يتكلم بكلمة ( إلا لديه رقيب عتيد ) أي : ولها من يرقبها معَدّ لذلك يكتبها لا يترك كلمة ولا حركة ,, كما قال تعالى : (( وإن عليكم لحافظين . كراما كاتبين . يعلمون ما تفعلون ))




وقد اختلف العلماء هل يكتب الملك كل شيء من الكـــلام ؟؟




وهو قول الحسـن وقتادة ,, أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما ؟ على قولين وظاهر الآية الأول لعموم قوله تبارك وتعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ,, وقد قال الإمام أحمد عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل بها رضوانه إلى يوم يلقاه ,, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن ما بلغت يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه ) ,, قال : " فكان علقمة يقول كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث " ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الملائــكـــة يــراقبــون أعمــال بنـي آدم


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ,, ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ,, كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلــون )) قال النووي : " ومعنى ( يتعاقبون ) تأتي طائفة بعد طائفة ,, وأما اجتماعهم في الفجر والعصر فهو من لطف الله تعالى بعباده المؤمنين وتكرمه لهم بأن جعل اجتماع الملائكة عندهم ومفارقتهم لهم في أوقات عباداتهم واجتماعهم على طاعة ربهم ,, فيكون شهادتهم لهم بما شـاهدوه من الخيــر ..



وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ) ,, فهذا السؤال على ظاهره وهو تعبد منه لملائكته كما أمرهم بكتب الأعمال وهو أعلم بالجميع .. قال القاضي عياض رحمه الله : " الأظهر وقول الأكثرين أن هؤلاء الملائكة هم الحفظة الكُتَّاب ,, قال : وقيل يحتمل أن يكونوا من جملة الملائكة بجملة الناس غير الحفظة " ,, وقال القرطبي : " الأظهر عندي أنهم غيرهم ويقويه أنه لم ينقل أن الحفظة يفارقون العبد ولا أن حفظة الليل غير حفظة النهار ,, وبأنهم لو كانوا هم الحفظة لم يقع الاكتفاء في السؤال منهم عن حالة الترك دون غيرها في قوله ( كيف تركتـم عبــادي )

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائــكــة يقــبـضون أرواح بـني آدم



قال تعالى : (( قــل يتــوفــاكــم مـلك المــوت الـذي وُكِّــل بـكم ثـم إلى ربـكم ترجعـــون ))



وهذا الملك عرف عند كثير من الناس باسم " عزرائـيل " وهذا الإسم لم يرد في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه نقل عن أشــعث بن ســليم ,, وملك الموت له أعوان " ينتزعون الأرواح من سائر الجسد حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك المــوت " وهم صنفان : ملائكــة رحمــة وملائكة عــذاب ..




قال تعالى : (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يـقولـون ســلام عليكم ادخلـوا الجنــة بمـا كنتم تعملــون ))


وقال تعالى في شأن الكافرين : ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ) وقال تعالى في شأن المنافقين : (( فـكـيف إذا تـوفـتـهـم المـلائـكة يـضربـون وجـوهـهـم وأدبـارهـم ))




وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ,, فانتهينا إلى القبر ولمَّا يلحد ,, فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم [ مستقبل القبلة ] وجلسنا حوله ,, وكأن على رؤوسنا الطير ,, وفي يده عود ينكت في الأرض [ فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثا ] فقال : " استعيذوا بالله من عذاب القبر " مرتين أو ثلاثا ,, [ ثم قال : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر [ ثلاثا ] ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ,, نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنـوط ( بفتح المهملة ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة ) من حنوط الجنة ,, حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة ( وفي رواية : المطمئنة ) أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ,, قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ,, فيأخذها ( وفي رواية : حتى إذا أخرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء ,, وفتحت له أبواب السماء ,, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يُعرج بروحه من قِبَلهم ) ,, فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن ,, وفي ذلك الحنوط ,, { فذلك قوله تعالى : ( توفته رسلنا وهم لا يفطرون ) ,, ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وُجدت على وجه الأرض ,, قال : فيصعدون بها فلا يمرون .. يعني : بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هـذا الـروح الطيب ؟ فيقولون : فلان ابن فلان . بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ,, حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ,, فيسـتفتحون له , فيفتح لهم ,, فيشيعه من كل سـماء مقربوها ,, إلى السـماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل : { اكـتـبـوا كـتـاب عـبـدي فـي عـلـيـيـن } ,, (( وما أدراك ما عليون . كتاب مرقوم . يشهده المقربون )) فيكتب كتابه في عليين ,, ثم يقال : أعيدوه إلى الأرض ,, فإني [ وعدتهم أني ] منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فـ [ يُـرد إلى الأرض , و ] تعاد روحه في جسده [ قال : فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولّوا عنه ][مدبرين ] فيأتيه ملكان [ شديدا الانتهار ] فـ [ ينتهرانه و ] يجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ,, فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ,, فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, فيقولان له : وما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت [ فينتهره فيقول : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ,, فذلك حين يقول الله عز وجل : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فينادي مناد في السماء : أن صدق عبدي ,, فافرشوه من الجنة ,, وألبسوه من الجنة ,, وافتحوا له بابا إلى الجنة قال : فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مُدَّ بصره ,, قال : ويأتيه [ وفي رواية يمثل له ] رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ,, فيقول : أبشر بالذي يسرك [ أبشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم ] هذا يومك الذي كنت توعد ,, فيقول له : [وأنت فبشرك الله بخير ] من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ,, فيقول : أنا عملك الصالح [ فو الله ما عملت إلا كنت سريعا في طاعة الله بطيئا في معصية الله ,, فجزاك الله خيرا ] ,, ثم يفتح له باب من الجنة , وباب من النار ,, فيقال : هذا منزلك لو عصيت الله ,, أبدلك الله به هذا فإذا رأى ما في الجنة , قال : رب عجل قيام الساعة ,, كيما أرجع إلى أهلي ومالي [ فيقال له : اسـكن ] ,,, قال : وإن العبد الكافر [ وفي رواية : الفاجر ] إذا كان في انقطاع من الدنيا , وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة [ غلاظ شداد ] سـود الوجوه معهم المسوح


( جمع المسح , بكسر الميم , وهو ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهرا للبدن ) ,, [ من النار ] فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ,, قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود [ الكثير الشعب ] من الصوف المبلول [ فتقطع معها العروق والعصب ] ,, [ فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وتغلق أبواب السماء ,, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ] فيأخذها ,, فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسـوح ,, ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وُجدت على وجه الأرض ,, فيصعدون بها ,, فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان ابن فلان ,, بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ,, حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له ,, فلا يُفتح له ,, ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل : { اكتبوا كتابه في سجين ,, في الأرض السفلى [ ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم ,, وفيها أعيدهم ,, ومنها أخرجهم تارة أخرى ] } ,, فتطرح روحه [ من السماء ] طرحا [ حتى تقطع في جسده ] ثم قرأ :


( ومن يشرك بالله فكأنما خـرَّ من السـماء فتخطفه الطيـر أو تهوي به الريح في مكان سـحيق ) ,, فتعاد روحه في جسده [ قال : فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه ] ويأتيه ملكان [ شديدا الانتهار فينتهرانه , و ] يجلسانه فيقولان له : من ربك ؟؟ [ فيقول : هاه هاه لا أدري ,, فيقولان له : ما دينك ؟؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ] فيقولان له : فماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟؟ فلا يهتد لإسمه ,, فيقال : محمد ,, فيقول هاه هاه لا أدري [ سمعت الناس يقول ذاك ,, قال : فيقال : لا دريت ] , [ ولا تلوت ] فينادي مناد في السماء أن كذب ,, فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار ,, فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه ( وفي رواية : يمثل له ) رجل قبيح الوجه ,, قبيح الثياب ,, منتن الريح فيقول : أبشر الذي يسوؤك ,, هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : [ وأنت فبشرك الله بالشر ] من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول : أنا عملك الخبيث [ فوالله ما علمت إلا كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا إلى معصية الله ] [ فجزاك الله شــرا ,, ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ثم يفتح له بابا من النار ويمهد من فرش النار ] فيقول : " رب لا تُقِم الساعة " ..




وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن المؤمن إذا احتضـر أتتـه ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء ,, فيقولون : اخرجي راضية مرضية عنك إلى روح الله وريحان ورب غيـر غضبـان ,, فتخرج كأطيب ريح المسـك ,, حتى إنهم ليتناوله بعضـهم بعضـا يشـمونه حتى يأتـوا به باب السـماء ,, فيقولون : مـا أطيـب هذه الريح التي جائتـكم من الأرض فكلما أتـوا سـماء قالوا ذلك ,, حتى يأتـوا به أرواح المؤمنين ,, قال : فلهم أفرح به من أحدكم بغائبه إذا قدم عليه ,, قال : فيسـألونه ما فعل فلان ,, قال : فيقولون : دعوه حتى يسـتريح فإنه كان في غم الدنيا فإذا قال لهم أمـا أتاكم فإنه قد مـات ,, قال : فيقولون : ذهب به إلى أمه الهاوية ,, قال : وأما الكافر فإن ملائكة العذاب تأتيه فتقول : اخرجي ساخطة مسخوط عليك إلى عذاب الله وسخطه ,, فيخرج كأنتن ريح جيفة فينطلقون به إلى باب الأرض ,, فيقولون : ما أنتن هذه الريـح ,, كلما أتـوا على الأرض قالـوا ذلك حتى يأتـوا بـه أرواح الكــفــار ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الملائـكــة ومجـالـــس الـذكـــرعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسـون أهل الذكر ,, فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنـادوا هَلمُّـوا إلى حاجتكم ,, قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السـماء الدنيا , قال : فيســألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم : مـا يقول عبادي : قال : تقول : يسـبحونك ويكبـرونك ويحمدونك ويمجدونك ,, قال : فيقول : هـل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ,, قال : فيقول : كيف لو رأوني ؟ قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ,, وأشد لك تمجيدا ,, وأكثر لك تسبيحا ,, قال : يقول : فما يسـألوني ؟ قال : يسـألونك الجنـة ,, قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ,, قال : فيقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة ,, قال : يقول : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون : من النار ,, قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : فيقولون : لا والله يا رب ما رأوها ,, قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال : فيقول : فأشـهدكم أني قد غفرت لهم قال : يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال : هم الجلساء لا يشقى جليسهم ))



وهـؤلاء الملائكة " زائدون على الحفظة وغيـرهـم من المرتبين مع الخلائق لا وظيـفـة لهـم إلا حلق الذكــر "


قال النووي : " وفي هذا الحديث فضيلة الذكر وفضيلة مجالسه ,, والجلوس مع أهله وإن لم يشاركهم ,, وفضل مجالسة الصالحين وبركتــهم " والله تعالى أعلم ..




وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من نَـفَـسَّ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نَـفَـسَّ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ,, ومن يَـسَّـرَ على معسـر يَسَّـرَ الله عليه في الدنيا والآخـرة ,, ومن سـتر مسـلماً سـتره الله في الدنيا والآخـرة ,, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ,, ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علما سَـهَّـل الله به طريقا إلى الجنـة ,, وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ,, ومن بَطَّـأ به عَمَله لم يسرع به نسبه ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائـكـــة يصـلـون على العبد إذا جلس ينتظر الصــلاة




عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صـلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته ,, وصـلاته في سوقه بضعا وعشرين درجه وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسـن الوضوء ثم أتى المسـجد ,, لا ينهزه إلا الصـلاة ,, لا يريد إلا الصلاة ,, فلم يخط خطوة إلا رُفع له بها درجة وحُطَّ عنه بها خطيئته ,, حتى يدخل المسجد ,, فإذا دخل المسـجد كان في الصـلاة ما كانت الصـلاة هي تحبسـه ,, والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صَـلَّى فيه يـقـولـون : اللهم ارحمـه ,, اللهم اغـفـر لـه ,, اللهم تـب عليــه ,, مـا لـم يُـحدث فيــه ))



وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الملائكــة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه ,, تقول : اللهم اغفر له , اللهم ارحمه , ما لم يحدث ,, وأحدكم في صلاة ما كانت الصــلاة تحبســـه ))



وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يـزال العبد في صـلاة ما كان في مُصلاه ينتظر الصـلاة ,, وتقول الملائكة : " اللهم اغفر له , اللهم ارحمه " , حتى ينصرف أو يحدث ؟ قال : يَفسُو أو يَضْرِط ))



وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة ما لم يحدث تـدعو له الملائكـة : " اللهـم اغـفــر لــه ,,, اللـهـم ارحــمــه " ))



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائكــة يبلـغـون النبي صلى الله عليه وسلم ســلام أمتـه عليـه


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله ملائكـة سباحيـن فـي الأرض يبــلغــوني مــن أمـتــي الســـلام ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائـكـة تصلي على من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم



عن عبد الله بن عامر يحدث عن أبيه قال : سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يخطـب ويـقــول :

(( من صـلى عليَّ صـلاة لـم تـزل المـلائـكــة تصلي عليه ما صلى عليَّ ,, فليقـل عبـد مـن ذلك أو ليكثر ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائـكــة تضـرب مثــلا للنبي صلى الله عليه وسلم

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم ,, فقال بعضهم : إنه نائم وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, قالـوا : إن لصاحبكم هذا مثلا ,, قال فاضـربـوا له مثـلا ,, فقال بعضهم : إنه نائـم ,, وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, فقالوا : مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ,, ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فقالوا : أولوها له يفقهها ,, فقال بعضهم : إنه نائم ,, وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, قالوا فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وســلم فمن أطاع محمدا صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله ,,, ومن عصى محمدا صلى الله عليه وســلم فقد عصى الله ومـحـمد فــرقُ بيــن النـــاس ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الملائكــة يكتبــون أســماء الذين يذهبــون إلى صـلاة الجمعة مبـكرا


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المســجد ملائكـة يكتبـون الأول ,, فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يسـتمعون الذكــر ,, ومثل المُـهَـجِّر كمثل الذي يهدي البدنة ,, ثم كالذي يهدي بقرة ,, ثم كالذي يهدي الكبش ,, ثم كالذي يهدي الدجاجة ,, ثم كالذي يهدي البيـضة ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائكــة تحف طالب العلم وتظلـه بأجنحتها


عن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إني جئت أطلب العلم ,, قال : (( مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم لتحف به الملائكة وتظله بأجنحتها فيـركـب بعضـهم بعضـا حتى تبلغ السـماء الدنيا من حبهم لما يطلب ))



وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله له طريقا إلى الجنة ,, وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ,, وإن العالم ليسـتغفر له من في السماوات ومن في الأرض ,, حتى الحيتان في الماء ,, وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لـم يورثـوا ديـنارا ولا درهــما إنمـا ورثـوا العلم ,, فمن أخذ بـه أخذ بحـظ وافــر ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائكــة والأجنـّـة في الأرحــام



عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصـادق المصـدوق : (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ,, ثم يكون في ذلك علقه مثل ذلك ,, ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يُرسَل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ,, فو الذي لا إله إلا غيـره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ,, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ))



وعن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعيـن ليـلة ,, فيقول : يـا رب أشقي أو سـعيـد ؟ فيكتبان ,, فيقول : أي رب أذكر أو أنثـى ؟ فيكتبان ويكتب عمله وأثــره وأجلــه ورزقــه ,, ثـم تطــوى الصـحـف فلا يـزاد فيـها ولا ينقـص ))




عن أبي الزبيـر المـكي , عن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود قال : الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وُعِـظ بغيره ,, فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال : " وكيف يشقي رجل بغير عمل ؟ فقال له الرجل : أتعجب من ذلك ؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا مَـرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ,, بعث الله إليه ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ,, ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شـاء ,, ويكتب الملك ثم يقول : يا رب أجله , فيقول : ربك ما شاء ,, ويكتب الملك ,, ثم يقول : يا رب رزقه ,, فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ,, ثم يخرج بالصحيفة في يده ,, فلا يزيد على ما أمر ولا ينــقــص ) ,,, وعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول : (( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك )) ,, قال زهير : حسبته قال : الذي يخلقها ( فيقول : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيجعله الله ذكرا أو أنثى ثم يقول : يا رب أسوي أم غير سوي ؟ ثم يقول : يا رب ما رزقه ؟ مـا أجلـه ؟ مـا خلقـه ؟ ثـم يجعلـه الله شـقيـا أو سـعيـدا )




قال النووي : " قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : ( ثم يرسل الملك ) ظاهره أن إرساله يكون بعد مائة وعشرين يوما وفي الرواية التي بعد هذا ( يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول : يا رب أشقي أم سعيد ) وفي الرواية الثالثة ( إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليه ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ) وفي رواية حذيفة بن أسيد ( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ,, ثم يتصور عليها الملك ) وفي رواية ( إن ملكا موكلا بالرحم إذا أراد يخلق شيئا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة وذكر الحديث "




وفي رواية أنس : ( إن الله قد وكل بالرحم ملكا , فيقول : أي رب نطفة , أي رب علقه , أي رب مضغة ) قال العلماء : طريق الجمع بين هذه الروايات أن للملك ملازمة ومراعاة لحال النطفة , وإنه يقول : يا رب هذه علقه , هذه مضغة في أوقاتها , فكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر الله تعالى وهو أعلم سبحانه , ولكلام الملك وتصرفه أوقات , أحدها : حين يخلقها الله تعالى نطفة , ثم ينقلها علقة , وهو أول علم للملك بأنه ولد , لأنه ليس كل نطفة تصير ولدا , وذلك عقب الأربعين الأولى , وحينئذ يكتب رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته , ثم للملك فيه تصرف آخر في وقت آخر وهو تصويره وخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظمه وكونه ذكرا أم أنثى , وذلك إنما يكون في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة , وقبل انقضاء هذه الأربعين وقبل نفخ الروح فيه لأن نفخ الروح لا يكون إلا بعد تمام صورته




أما قوله في إحدى الروايات : ( فإذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها وعظامها ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك , ثم يقول : يا رب أجله , فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك وذكــر رزقــه ) ,,, قال القاضي وغيره : " ليس هو على ظاهره , بل المراد بتصويرها وخلق سمعها إلى آخره أن يكتب ذلك ثم يفعله في وقت آخر ,, لأن التصوير عقب الأربعين الأولى غير موجود في العادة وإنما يقع في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة كما قال الله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة . فخلقنا العلقة مضغة . فخلقنا المضغة عظاما . فكسونا العظام لحما ) ,, ثم يكون للملك فيه تصوير آخر وهو وقت نفــخ الروح عقب الأربعين الثالثة حين يكمل له أربعة اشـــهر .. واتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة اشهر ,, ووقع في رواية البخاري : ( إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ,, ثم يكون علقه مثله ,, ثم يكون مضغة مثله ,, ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات ,, فيكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد ,, ثم ينفخ فيه : ثم يبعث ) ,, بحرف " ثم " يقتضي تأخير كتب الملك هذه الأمور إلى بعد الأربعين الثالثة ,, والأحاديث الباقية تقتضي الكتب بعد الأربعين الأولى ,, وجوابه : أن قوله : ( ثم يبعث إليه الملك فيؤذن فيكتب ) معطوف على قوله : ( يجمع في بطن أمه ) ومتعلق به لا بما قبله وهو قوله : ( ثم يكون مضغة مثله ) ويكون قوله : ( ثم يكون علقه ومثله ثم يكون مضغة مثله ) معترضا بين المعطوف والمعطوف عليه ,, وذلك جائز موجود في القرآن والحديث الصحيح وغيره من كلام العرب ,, قال القاضي وغيره : والمراد بإرسال الملك في هذه الأشياء أمره بها ,, والتصرف فيها بهذه الأفعال ,, وإلا فقد صرح في الحديث بأنه موكل بالرحم وأنه يقول : يا رب نطفة يا رب علقه قال القاضي : وقوله في حديث أنس : وإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ شقي أم سعيد ؟ لا يخالف ما قدمناه ,, ولا يلزم منه أن يكون ذلك بعد المضغة بل ابتداء للكلام ,, وإخبار عن حالة أخرى فأخبر أولا بحال الملك مع النطفة , ثم أخبر أن الله تعالى إذا أراد إظهار خلق النطفة علقه كان كذا وكذا ,, ثم المراد بجميع ما ذكر من الرزق والأجل والشقاوة والسعادة والعمل والذكورة والأنوثة أنه يُظهر ذلك للملك ,, ويأمره بإنقاذه وكتابته وإلا فقضاء الله تعالى ســابق على ذلك , وعلمه وإرادته لكل موجـود في الأول ... والله تعالى أعلــم .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة











عرض البوم صور mohamed1happy  
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-08-2012, 10:58 PM
mohamed1happy mohamed1happy غير متواجد حالياً
عضو جديد
Exclamation رد: ... الموسوعة لعالم الملائكة ...

أعمـــال الملائــــكــــة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حمــل عـــرش الرحــمــن



أعظم الأعمال التي تقوم به الملائكة هو حمل عرش الرحمن

قال تعالى : (( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة * وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة * فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت الســماء فهي يومئـذ واهيـة * والملك على أرجائـها ويحمل عرش ربك فوقهـم يـومئــذ ثــمانيــة ))




قال ابن كثير . رحمه الله : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) أي : يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي قال : كتب إلى أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري حدثنا أبي حدثنا إبراهيم ابن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه بخفق الطير سبعمائة عام ) ,, وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات وقد رواه أبو داود عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ) لفظ أبي داود




وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبيه وهو يقول : سبحانك أين كنت وأين تكـــون ؟ )) ,, والمنكب بفتح الميم وسكون النون وكسر الكاف : مجتمع ما بين العضد والكتف ,, وهما منكبان لأنهما في الجانبين .. وحملة العرش من الملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للمؤمنين كما قال تعالى : (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك . وقهم عذاب الجحيم . ربنا إنك أنت العزيز الحكيم . وقهم السيئات ومـن تـق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك الفوز العظيم ))




قال ابن كثير . رحمه الله : " يخبر تعالى عن الملائكة المقربين من حملة العرش ,, بأنهم يسبحون بحمد ربهم أي : يتقربون بين التسبيح الدال على نفي النقائص والتحميد المقتضي لإثبات صفات المدح ( ويؤمنون به ) أي : خاشعون له أذلاء بين يديه وأنهم ( يستغفرون للذين آمنـوا ) أي : من أهل الأرض ممن آمن بالغيب فقيض الله تعالى ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب ,, ولما كان هذا من سجايا الملائكة عليهم الصلاة والسلام كانوا يؤمنون على دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب ,, كما ثبت في صحيح مسلم : (( إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله )) . ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ) أي : رحمتك تسع ذنوبهم وخطاياهم وعلمك محيط بجميع أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم ( فاغفر للذين تابوا واتبعوا ســبيـلك ) أي : فاصفح عن المسيئين إذا تـابـوا وأنـابـوا عمَّا كانـوا فيه واتبعوا ما أمرتهم به من فعل الخيرات وترك المنكرات ( وقـهـم عــذاب الجــحـيــم ) وزحزهم عن عــذاب الجحيــم ,, وهو العذاب الموجع الأليــم ( ربنا وأدخلهم جـنـات عـدن التي وعـدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) أي : اجمع بينهم وبينهم لتقرَّ بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة كما قال تبارك وتعالى : (( والذين آمنـوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتانهم من عملهم من شــيء )) أي : ساوينا بين الكل في المنزلة لتقرَّ أعينهم وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني بل رفعنا ناقص العمل فساويناه بكثير العمل تفضلا منا ومِـنّة وقوله تبارك وتعالى ( إنك أنت العزيـز الحكيـم ) أي : الذي لا يمانع ولا يغالب وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن الحكيم في أقوالك وأفعالك من شرعك وقدرك ( وقهم السيئات ) أي : فعلها أو وبالها ممن وقعت منه


( ومن تق السيئات يومئذ ) أي : يوم القيامة (فقد رحمتـه) أي : لطفت به ونجيته من العقوبة (وذلك هو الفوز الـعظيم)

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائــكــة يكــتبـون أعـمــال بني آدم

عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها .. قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله عز وجل : إذا تَحَدَّثَ عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له ما لم يعمل فإذا عملها فأنا أكتبها بعشـر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ,, فإذا عملها فأنا اكتبها له بمثلها )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الملائكة : " رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ( وهو أبصر به ) فقال : ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ,, وإن تركها فاكتبوها له حسنة ,, إنما تركها من جَرَّاي " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله عز وجل : إذا هَمَّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه ,, فإن عملها فاكتبوها سيئة وإذا هَمَّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا )) قال النووي : " قال الإمام أبو جعفر الطحاوي : في هذه الأحاديث دليل على أن الحفظة يكتبون أعمال القلوب وعقدها خلافا لمن قال إنها لا تكتب إلا الأعمال الظاهرة والله أعلم



وقال تعالى : (( وإن عليـكم لحـافـظين . كــرامـا كــاتبين . يعلــمون ما تفعلــون ))


قال ابن كثير . رحمه الله : " يعني وإن عليكم لملائكة حفظة كراما فلا تقابلوهم بالقبائح فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم "




وقال تعالى : (( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))


قال ابن كثير . رحمه الله : ( إذ يتلقى المتلقيان ) يعني : الملكين الذين يكتبان عمل الإنسان ,, ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ) أي : مترصد ,, ( ما يلفظ ) أي : ابن آدم ( من قول ) أي : ما يتكلم بكلمة ( إلا لديه رقيب عتيد ) أي : ولها من يرقبها معَدّ لذلك يكتبها لا يترك كلمة ولا حركة ,, كما قال تعالى : (( وإن عليكم لحافظين . كراما كاتبين . يعلمون ما تفعلون ))




وقد اختلف العلماء هل يكتب الملك كل شيء من الكـــلام ؟؟




وهو قول الحسـن وقتادة ,, أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما ؟ على قولين وظاهر الآية الأول لعموم قوله تبارك وتعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ,, وقد قال الإمام أحمد عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل بها رضوانه إلى يوم يلقاه ,, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن ما بلغت يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه ) ,, قال : " فكان علقمة يقول كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث " ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الملائــكـــة يــراقبــون أعمــال بنـي آدم


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ,, ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ,, كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلــون )) قال النووي : " ومعنى ( يتعاقبون ) تأتي طائفة بعد طائفة ,, وأما اجتماعهم في الفجر والعصر فهو من لطف الله تعالى بعباده المؤمنين وتكرمه لهم بأن جعل اجتماع الملائكة عندهم ومفارقتهم لهم في أوقات عباداتهم واجتماعهم على طاعة ربهم ,, فيكون شهادتهم لهم بما شـاهدوه من الخيــر ..



وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ) ,, فهذا السؤال على ظاهره وهو تعبد منه لملائكته كما أمرهم بكتب الأعمال وهو أعلم بالجميع .. قال القاضي عياض رحمه الله : " الأظهر وقول الأكثرين أن هؤلاء الملائكة هم الحفظة الكُتَّاب ,, قال : وقيل يحتمل أن يكونوا من جملة الملائكة بجملة الناس غير الحفظة " ,, وقال القرطبي : " الأظهر عندي أنهم غيرهم ويقويه أنه لم ينقل أن الحفظة يفارقون العبد ولا أن حفظة الليل غير حفظة النهار ,, وبأنهم لو كانوا هم الحفظة لم يقع الاكتفاء في السؤال منهم عن حالة الترك دون غيرها في قوله ( كيف تركتـم عبــادي )

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائــكــة يقــبـضون أرواح بـني آدم



قال تعالى : (( قــل يتــوفــاكــم مـلك المــوت الـذي وُكِّــل بـكم ثـم إلى ربـكم ترجعـــون ))



وهذا الملك عرف عند كثير من الناس باسم " عزرائـيل " وهذا الإسم لم يرد في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه نقل عن أشــعث بن ســليم ,, وملك الموت له أعوان " ينتزعون الأرواح من سائر الجسد حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك المــوت " وهم صنفان : ملائكــة رحمــة وملائكة عــذاب ..




قال تعالى : (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يـقولـون ســلام عليكم ادخلـوا الجنــة بمـا كنتم تعملــون ))


وقال تعالى في شأن الكافرين : ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ) وقال تعالى في شأن المنافقين : (( فـكـيف إذا تـوفـتـهـم المـلائـكة يـضربـون وجـوهـهـم وأدبـارهـم ))




وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ,, فانتهينا إلى القبر ولمَّا يلحد ,, فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم [ مستقبل القبلة ] وجلسنا حوله ,, وكأن على رؤوسنا الطير ,, وفي يده عود ينكت في الأرض [ فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثا ] فقال : " استعيذوا بالله من عذاب القبر " مرتين أو ثلاثا ,, [ ثم قال : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر [ ثلاثا ] ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ,, نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنـوط ( بفتح المهملة ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة ) من حنوط الجنة ,, حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة ( وفي رواية : المطمئنة ) أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ,, قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ,, فيأخذها ( وفي رواية : حتى إذا أخرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء ,, وفتحت له أبواب السماء ,, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يُعرج بروحه من قِبَلهم ) ,, فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن ,, وفي ذلك الحنوط ,, { فذلك قوله تعالى : ( توفته رسلنا وهم لا يفطرون ) ,, ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وُجدت على وجه الأرض ,, قال : فيصعدون بها فلا يمرون .. يعني : بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هـذا الـروح الطيب ؟ فيقولون : فلان ابن فلان . بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ,, حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ,, فيسـتفتحون له , فيفتح لهم ,, فيشيعه من كل سـماء مقربوها ,, إلى السـماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل : { اكـتـبـوا كـتـاب عـبـدي فـي عـلـيـيـن } ,, (( وما أدراك ما عليون . كتاب مرقوم . يشهده المقربون )) فيكتب كتابه في عليين ,, ثم يقال : أعيدوه إلى الأرض ,, فإني [ وعدتهم أني ] منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فـ [ يُـرد إلى الأرض , و ] تعاد روحه في جسده [ قال : فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولّوا عنه ][مدبرين ] فيأتيه ملكان [ شديدا الانتهار ] فـ [ ينتهرانه و ] يجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ,, فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ,, فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, فيقولان له : وما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت [ فينتهره فيقول : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ,, فذلك حين يقول الله عز وجل : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فينادي مناد في السماء : أن صدق عبدي ,, فافرشوه من الجنة ,, وألبسوه من الجنة ,, وافتحوا له بابا إلى الجنة قال : فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مُدَّ بصره ,, قال : ويأتيه [ وفي رواية يمثل له ] رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ,, فيقول : أبشر بالذي يسرك [ أبشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم ] هذا يومك الذي كنت توعد ,, فيقول له : [وأنت فبشرك الله بخير ] من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ,, فيقول : أنا عملك الصالح [ فو الله ما عملت إلا كنت سريعا في طاعة الله بطيئا في معصية الله ,, فجزاك الله خيرا ] ,, ثم يفتح له باب من الجنة , وباب من النار ,, فيقال : هذا منزلك لو عصيت الله ,, أبدلك الله به هذا فإذا رأى ما في الجنة , قال : رب عجل قيام الساعة ,, كيما أرجع إلى أهلي ومالي [ فيقال له : اسـكن ] ,,, قال : وإن العبد الكافر [ وفي رواية : الفاجر ] إذا كان في انقطاع من الدنيا , وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة [ غلاظ شداد ] سـود الوجوه معهم المسوح


( جمع المسح , بكسر الميم , وهو ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهرا للبدن ) ,, [ من النار ] فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ,, قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود [ الكثير الشعب ] من الصوف المبلول [ فتقطع معها العروق والعصب ] ,, [ فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وتغلق أبواب السماء ,, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ] فيأخذها ,, فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسـوح ,, ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وُجدت على وجه الأرض ,, فيصعدون بها ,, فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان ابن فلان ,, بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ,, حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له ,, فلا يُفتح له ,, ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل : { اكتبوا كتابه في سجين ,, في الأرض السفلى [ ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم ,, وفيها أعيدهم ,, ومنها أخرجهم تارة أخرى ] } ,, فتطرح روحه [ من السماء ] طرحا [ حتى تقطع في جسده ] ثم قرأ :


( ومن يشرك بالله فكأنما خـرَّ من السـماء فتخطفه الطيـر أو تهوي به الريح في مكان سـحيق ) ,, فتعاد روحه في جسده [ قال : فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه ] ويأتيه ملكان [ شديدا الانتهار فينتهرانه , و ] يجلسانه فيقولان له : من ربك ؟؟ [ فيقول : هاه هاه لا أدري ,, فيقولان له : ما دينك ؟؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ] فيقولان له : فماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟؟ فلا يهتد لإسمه ,, فيقال : محمد ,, فيقول هاه هاه لا أدري [ سمعت الناس يقول ذاك ,, قال : فيقال : لا دريت ] , [ ولا تلوت ] فينادي مناد في السماء أن كذب ,, فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار ,, فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه ( وفي رواية : يمثل له ) رجل قبيح الوجه ,, قبيح الثياب ,, منتن الريح فيقول : أبشر الذي يسوؤك ,, هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : [ وأنت فبشرك الله بالشر ] من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول : أنا عملك الخبيث [ فوالله ما علمت إلا كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا إلى معصية الله ] [ فجزاك الله شــرا ,, ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ثم يفتح له بابا من النار ويمهد من فرش النار ] فيقول : " رب لا تُقِم الساعة " ..




وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن المؤمن إذا احتضـر أتتـه ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء ,, فيقولون : اخرجي راضية مرضية عنك إلى روح الله وريحان ورب غيـر غضبـان ,, فتخرج كأطيب ريح المسـك ,, حتى إنهم ليتناوله بعضـهم بعضـا يشـمونه حتى يأتـوا به باب السـماء ,, فيقولون : مـا أطيـب هذه الريح التي جائتـكم من الأرض فكلما أتـوا سـماء قالوا ذلك ,, حتى يأتـوا به أرواح المؤمنين ,, قال : فلهم أفرح به من أحدكم بغائبه إذا قدم عليه ,, قال : فيسـألونه ما فعل فلان ,, قال : فيقولون : دعوه حتى يسـتريح فإنه كان في غم الدنيا فإذا قال لهم أمـا أتاكم فإنه قد مـات ,, قال : فيقولون : ذهب به إلى أمه الهاوية ,, قال : وأما الكافر فإن ملائكة العذاب تأتيه فتقول : اخرجي ساخطة مسخوط عليك إلى عذاب الله وسخطه ,, فيخرج كأنتن ريح جيفة فينطلقون به إلى باب الأرض ,, فيقولون : ما أنتن هذه الريـح ,, كلما أتـوا على الأرض قالـوا ذلك حتى يأتـوا بـه أرواح الكــفــار ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الملائـكــة ومجـالـــس الـذكـــرعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسـون أهل الذكر ,, فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنـادوا هَلمُّـوا إلى حاجتكم ,, قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السـماء الدنيا , قال : فيســألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم : مـا يقول عبادي : قال : تقول : يسـبحونك ويكبـرونك ويحمدونك ويمجدونك ,, قال : فيقول : هـل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ,, قال : فيقول : كيف لو رأوني ؟ قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ,, وأشد لك تمجيدا ,, وأكثر لك تسبيحا ,, قال : يقول : فما يسـألوني ؟ قال : يسـألونك الجنـة ,, قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ,, قال : فيقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة ,, قال : يقول : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون : من النار ,, قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : فيقولون : لا والله يا رب ما رأوها ,, قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال : فيقول : فأشـهدكم أني قد غفرت لهم قال : يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال : هم الجلساء لا يشقى جليسهم ))



وهـؤلاء الملائكة " زائدون على الحفظة وغيـرهـم من المرتبين مع الخلائق لا وظيـفـة لهـم إلا حلق الذكــر "


قال النووي : " وفي هذا الحديث فضيلة الذكر وفضيلة مجالسه ,, والجلوس مع أهله وإن لم يشاركهم ,, وفضل مجالسة الصالحين وبركتــهم " والله تعالى أعلم ..




وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من نَـفَـسَّ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نَـفَـسَّ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ,, ومن يَـسَّـرَ على معسـر يَسَّـرَ الله عليه في الدنيا والآخـرة ,, ومن سـتر مسـلماً سـتره الله في الدنيا والآخـرة ,, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ,, ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علما سَـهَّـل الله به طريقا إلى الجنـة ,, وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ,, ومن بَطَّـأ به عَمَله لم يسرع به نسبه ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائـكـــة يصـلـون على العبد إذا جلس ينتظر الصــلاة




عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صـلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته ,, وصـلاته في سوقه بضعا وعشرين درجه وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسـن الوضوء ثم أتى المسـجد ,, لا ينهزه إلا الصـلاة ,, لا يريد إلا الصلاة ,, فلم يخط خطوة إلا رُفع له بها درجة وحُطَّ عنه بها خطيئته ,, حتى يدخل المسجد ,, فإذا دخل المسـجد كان في الصـلاة ما كانت الصـلاة هي تحبسـه ,, والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صَـلَّى فيه يـقـولـون : اللهم ارحمـه ,, اللهم اغـفـر لـه ,, اللهم تـب عليــه ,, مـا لـم يُـحدث فيــه ))



وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الملائكــة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه ,, تقول : اللهم اغفر له , اللهم ارحمه , ما لم يحدث ,, وأحدكم في صلاة ما كانت الصــلاة تحبســـه ))



وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يـزال العبد في صـلاة ما كان في مُصلاه ينتظر الصـلاة ,, وتقول الملائكة : " اللهم اغفر له , اللهم ارحمه " , حتى ينصرف أو يحدث ؟ قال : يَفسُو أو يَضْرِط ))



وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة ما لم يحدث تـدعو له الملائكـة : " اللهـم اغـفــر لــه ,,, اللـهـم ارحــمــه " ))



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائكــة يبلـغـون النبي صلى الله عليه وسلم ســلام أمتـه عليـه


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله ملائكـة سباحيـن فـي الأرض يبــلغــوني مــن أمـتــي الســـلام ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائـكـة تصلي على من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم



عن عبد الله بن عامر يحدث عن أبيه قال : سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يخطـب ويـقــول :

(( من صـلى عليَّ صـلاة لـم تـزل المـلائـكــة تصلي عليه ما صلى عليَّ ,, فليقـل عبـد مـن ذلك أو ليكثر ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائـكــة تضـرب مثــلا للنبي صلى الله عليه وسلم

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم ,, فقال بعضهم : إنه نائم وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, قالـوا : إن لصاحبكم هذا مثلا ,, قال فاضـربـوا له مثـلا ,, فقال بعضهم : إنه نائـم ,, وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, فقالوا : مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ,, ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فقالوا : أولوها له يفقهها ,, فقال بعضهم : إنه نائم ,, وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ,, قالوا فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وســلم فمن أطاع محمدا صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله ,,, ومن عصى محمدا صلى الله عليه وســلم فقد عصى الله ومـحـمد فــرقُ بيــن النـــاس ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الملائكــة يكتبــون أســماء الذين يذهبــون إلى صـلاة الجمعة مبـكرا


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المســجد ملائكـة يكتبـون الأول ,, فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يسـتمعون الذكــر ,, ومثل المُـهَـجِّر كمثل الذي يهدي البدنة ,, ثم كالذي يهدي بقرة ,, ثم كالذي يهدي الكبش ,, ثم كالذي يهدي الدجاجة ,, ثم كالذي يهدي البيـضة ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائكــة تحف طالب العلم وتظلـه بأجنحتها


عن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إني جئت أطلب العلم ,, قال : (( مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم لتحف به الملائكة وتظله بأجنحتها فيـركـب بعضـهم بعضـا حتى تبلغ السـماء الدنيا من حبهم لما يطلب ))



وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله له طريقا إلى الجنة ,, وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ,, وإن العالم ليسـتغفر له من في السماوات ومن في الأرض ,, حتى الحيتان في الماء ,, وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لـم يورثـوا ديـنارا ولا درهــما إنمـا ورثـوا العلم ,, فمن أخذ بـه أخذ بحـظ وافــر ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الملائكــة والأجنـّـة في الأرحــام



عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصـادق المصـدوق : (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ,, ثم يكون في ذلك علقه مثل ذلك ,, ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يُرسَل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ,, فو الذي لا إله إلا غيـره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ,, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ))



وعن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعيـن ليـلة ,, فيقول : يـا رب أشقي أو سـعيـد ؟ فيكتبان ,, فيقول : أي رب أذكر أو أنثـى ؟ فيكتبان ويكتب عمله وأثــره وأجلــه ورزقــه ,, ثـم تطــوى الصـحـف فلا يـزاد فيـها ولا ينقـص ))




عن أبي الزبيـر المـكي , عن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود قال : الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وُعِـظ بغيره ,, فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال : " وكيف يشقي رجل بغير عمل ؟ فقال له الرجل : أتعجب من ذلك ؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا مَـرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ,, بعث الله إليه ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ,, ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شـاء ,, ويكتب الملك ثم يقول : يا رب أجله , فيقول : ربك ما شاء ,, ويكتب الملك ,, ثم يقول : يا رب رزقه ,, فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ,, ثم يخرج بالصحيفة في يده ,, فلا يزيد على ما أمر ولا ينــقــص ) ,,, وعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول : (( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك )) ,, قال زهير : حسبته قال : الذي يخلقها ( فيقول : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيجعله الله ذكرا أو أنثى ثم يقول : يا رب أسوي أم غير سوي ؟ ثم يقول : يا رب ما رزقه ؟ مـا أجلـه ؟ مـا خلقـه ؟ ثـم يجعلـه الله شـقيـا أو سـعيـدا )




قال النووي : " قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : ( ثم يرسل الملك ) ظاهره أن إرساله يكون بعد مائة وعشرين يوما وفي الرواية التي بعد هذا ( يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول : يا رب أشقي أم سعيد ) وفي الرواية الثالثة ( إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليه ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ) وفي رواية حذيفة بن أسيد ( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ,, ثم يتصور عليها الملك ) وفي رواية ( إن ملكا موكلا بالرحم إذا أراد يخلق شيئا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة وذكر الحديث "




وفي رواية أنس : ( إن الله قد وكل بالرحم ملكا , فيقول : أي رب نطفة , أي رب علقه , أي رب مضغة ) قال العلماء : طريق الجمع بين هذه الروايات أن للملك ملازمة ومراعاة لحال النطفة , وإنه يقول : يا رب هذه علقه , هذه مضغة في أوقاتها , فكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر الله تعالى وهو أعلم سبحانه , ولكلام الملك وتصرفه أوقات , أحدها : حين يخلقها الله تعالى نطفة , ثم ينقلها علقة , وهو أول علم للملك بأنه ولد , لأنه ليس كل نطفة تصير ولدا , وذلك عقب الأربعين الأولى , وحينئذ يكتب رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته , ثم للملك فيه تصرف آخر في وقت آخر وهو تصويره وخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظمه وكونه ذكرا أم أنثى , وذلك إنما يكون في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة , وقبل انقضاء هذه الأربعين وقبل نفخ الروح فيه لأن نفخ الروح لا يكون إلا بعد تمام صورته




أما قوله في إحدى الروايات : ( فإذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها وعظامها ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك , ثم يقول : يا رب أجله , فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك وذكــر رزقــه ) ,,, قال القاضي وغيره : " ليس هو على ظاهره , بل المراد بتصويرها وخلق سمعها إلى آخره أن يكتب ذلك ثم يفعله في وقت آخر ,, لأن التصوير عقب الأربعين الأولى غير موجود في العادة وإنما يقع في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة كما قال الله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة . فخلقنا العلقة مضغة . فخلقنا المضغة عظاما . فكسونا العظام لحما ) ,, ثم يكون للملك فيه تصوير آخر وهو وقت نفــخ الروح عقب الأربعين الثالثة حين يكمل له أربعة اشـــهر .. واتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة اشهر ,, ووقع في رواية البخاري : ( إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ,, ثم يكون علقه مثله ,, ثم يكون مضغة مثله ,, ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات ,, فيكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد ,, ثم ينفخ فيه : ثم يبعث ) ,, بحرف " ثم " يقتضي تأخير كتب الملك هذه الأمور إلى بعد الأربعين الثالثة ,, والأحاديث الباقية تقتضي الكتب بعد الأربعين الأولى ,, وجوابه : أن قوله : ( ثم يبعث إليه الملك فيؤذن فيكتب ) معطوف على قوله : ( يجمع في بطن أمه ) ومتعلق به لا بما قبله وهو قوله : ( ثم يكون مضغة مثله ) ويكون قوله : ( ثم يكون علقه ومثله ثم يكون مضغة مثله ) معترضا بين المعطوف والمعطوف عليه ,, وذلك جائز موجود في القرآن والحديث الصحيح وغيره من كلام العرب ,, قال القاضي وغيره : والمراد بإرسال الملك في هذه الأشياء أمره بها ,, والتصرف فيها بهذه الأفعال ,, وإلا فقد صرح في الحديث بأنه موكل بالرحم وأنه يقول : يا رب نطفة يا رب علقه قال القاضي : وقوله في حديث أنس : وإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ شقي أم سعيد ؟ لا يخالف ما قدمناه ,, ولا يلزم منه أن يكون ذلك بعد المضغة بل ابتداء للكلام ,, وإخبار عن حالة أخرى فأخبر أولا بحال الملك مع النطفة , ثم أخبر أن الله تعالى إذا أراد إظهار خلق النطفة علقه كان كذا وكذا ,, ثم المراد بجميع ما ذكر من الرزق والأجل والشقاوة والسعادة والعمل والذكورة والأنوثة أنه يُظهر ذلك للملك ,, ويأمره بإنقاذه وكتابته وإلا فقضاء الله تعالى ســابق على ذلك , وعلمه وإرادته لكل موجـود في الأول ... والله تعالى أعلــم .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة













رد مع اقتباس