البنك المركزي الأسترالي يبقي على معدلات الفائدة والدولار الأسترالي يصعد
كما هو متوقع على نطاق كبير، أبقى بنك الاحتياطي الأسترالي على سعر الفائدة النقدية عند أدنى مستوى تاريخي 1.5%. ولقد أكد بنك الاحتياطي الأسترالي على نظرته المعروفة وهو أن الدولار الأسترالي مبالغ في قيمته وصرح أن ارتفاع سعر العملة سيعقد التحول الاقتصادي الذي تبع الدعم الاستثماري في قطاع التعدين. إلا أن البنك اعترف بالتطور الإيجابي في أسعار السلع التي وفرت "دعماً كبيراً للدخل القومي في أستراليا".
وعلى الرغم من التقدير الإيجابي لبنك الاحتياطي الأسترالي للاقتصاد، أبقى لوي محافظ البنك على موقفه الحذر حول التوقعات الاقتصادية لأستراليا، مذكراً بأن "المخاطر متوسطة الأجل بالنسبة للاقتصاد الصيني لا تزال قائمة". وفي الواقع، تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا حيث أنها تستوعب حوالي 35% من إجمالي الصادرات الأسترالية. ومن وجهة نظرنا، نعتقد أن صعود أسعار السلع لا سيما أسعار الحديد الصلب قد وصل إلى نهايته وأن هناك انعكاس في الاتجاه يلوح في الأفق حيث أن المخزونات الصينية تواجه تكدساً بينما لا يزال إنتاج الحديد متراجعاً.
ونتيجةً لجميع هذه الأسباب نعتقد أنه من المؤكد أن بنك الاحتياطي الأسترالي لا يسير في اتجاه تشديد سياسته النقدية حيث أن مقياس التضخم لا يزال دون النسبة المستهدفة البالغة 2% - 3%. وبلغ متوسط المعدل 1.6٪ في نهاية كانون الأول 2016، بينما لامس المقياس الرئيسي 1.5٪. وبالتالي يتعجل بنك الاحتياطي الأسترالي للتشديد، إلا أنه إذا عززت أسعار السلع مكاسبها الحالية، سيبدأ التضخم في الارتفاع بسرعة. وبالنظر إلى الدولار الأسترالي صباح اليوم، يبدو أن المستثمرين يفكرون في أن هذا السيناريو الأخير محتمل حيث ارتفع الدولار الأسترالي بـ0.30% مقابل العملة الخضراء ومحا جزئياً مكاسب الأسبوع الماضي للعودة فوق عتبة 0.76. ومن جانبنا، نبقي على توقعاتنا الهبوطية بشأن الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي ونتوقع مستوى 0.75 الهدف التالي.
وعلى الجانب التقني، يكون الدعم الأول حول مستوى 0.7530 - 40 (متوسط حركته خلال 200 يوماً ومتوسط حركته خلال 50 يوماً) ثم 0.7519 (تصحيح فيبوناتشي نسبته 38.2% في ارتفاع كانون الأول - شباط). في حالة كسر الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي هذه المستويات، سيكون المجال مفتوحاً نحو 0.73 - 0.72.