عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2010, 01:07 PM   المشاركة رقم: 50
الكاتب
freebalad2003
عضو متميز
الصورة الرمزية freebalad2003

البيانات
تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية: 28
الدولة: العراق الجريح
العمر: 60
المشاركات: 1,130
بمعدل : 0.22 يوميا

الإتصالات
الحالة:
freebalad2003 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : freebalad2003 المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: غير مسجل تفضلوا بعض من تاريخ وادي الرافدين-العراق


ثورة العشرين ضد الاحتلاق البريطاني للعراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كان العراق تحت السيادة العثمانية ومن ثم أغارت بريطانية من جهة البحر بجيوشها الجرارة ومعداتها الحربية ، وكان بدء الغارة في شهر أيلول سنة 1914 فاحتلت الجيوش البريطانية الفاو بلا مقاومة كما احتلت عبادان ثم احتلت البصرة وجعلتها قاعدة لاعمالها العسكرية ، وكان صبحي بك والي البصرة وقائدها قد ارتد الى القرنة ، فسار القائد البريطاني في اثره وهاجمه هناك ، فرأى صبحي بك ان لا فائدة من المقاومة سوى التغرير بمن معه من الجند فارسل بكتاب الى القائد الانكليزي يقترح فيه الاستسلام على ان يخرج الجيش بسلاحه ، فأبى القائد الانكليزي قبول هذا الشرط ، فاستسلم الجيش التركي بلا قيد او شرط ، وكان عدده ( 1200 ) جندي و 42 ظابطا، واُسر القائد صبحي بك .
وعلى أثر هذه الحادثة أقالت الحكومة جاويد باشا القائد العام للجيش العراقي ، وعينت سليمان بك العسكري ، وهو من زعماء الاتحاديين ، قائداً عاماً للجيش في العراق . وقد دارت بعد ذلك معارك دامية بين الفريقين كان اشدها واعظمها شأنا معركة (( الشعيبة )) التي هجم فيها سليمان العسكري على المعسكر البريطاني المحصن فيها هجمة المستميت فارتد خائباً ، وخسر من جيشه جنوداً كثيرين لا يستهان بهم ، ما بين قتيل وجريح وأسير ومعهم كثير من المجاهدين العراقيين ومنهم السيد محمد الحبوبي وكان لهذه الوقعة تأثيرها السيء على نفس سليمان بك العسكري فقتل نفسه مما أصابه من الاخفاق ، فضلا عن أنه أصيب من قبل بشظية قنبلة , فأرسلت الحكومة نور الدين بك ( باشا ) لاستلام القيادة العامة في العراق وكان الانكليز حين ذاك قد احتلوا العمارة من جهة دجلة واحتلوا من جهة الفرات الناصرية . فجمع نور الدين بك القوى المبعثرة وضافها الى النجدات الجديدة فحشد معظمها في ( السن ) الذي يبعد عن الكوت نحو ثمانية أميال تقريبا من الشرق ، وهناك اشتبك الجيشان في القتال فانتهى بفوز الانكليز فانسحب الجيش العثماني الى بلدة سلمان باك وزحف الانكليز على بلدة سلمان ، وهجموا على قلب الجيش العثماني وعلى جناحه الايسر ، وكاد الفوز يحالفهم لولا وصول نجدة قوية من الاتراك يقودها خليل بك باشا في تلك الساعة الرهيبة ، فدحروا الجيش الانكليزي وأرغموه على ترك الخطوط التي تغلب عليها ، فارتد الى الكوت فطارده الجيش العثماني والقى الحصار عليه وعليها . وعلى الرغم مما بذله الانكليز من الجهود لانقاذ هذا الجيش المحصور لم يستطيعوا انقاذه ، فاستسلم في 29 نيسان 1916 بعد ان اتلف معداته الحربية . وكان عدد افراده ( 13500 ) عدا الظباط ، فأرسلوا اسرى الى الانضول أما قائده الجنرال تاوسند فقد اعدت الحكومة لاقامته قصراً فخماً في جزيرة الامراء ( بيوك أطه ) فاقام فيه حتى زمن عقد الهدنة .
وبعد هذه الحادثة أرسل الانكليز لتقوية جيشهم حملة بلغ عددها 40,000 مقاتل تحت قيادة الجنرال مود فبدأ الهجوم على الجيش العثماني في 9 كانون الثاني 1917 فاحتلوا الخطوط الامامية بعد عدة معارك هائلة ثم استولوا على الفلاحية في 22 منه وضعضعوا الجيش العثماني فانسحب الى سلمان باك ثانية فأخذ الانكليز يطاردونه فلم يقو على الثبات ، وارتد الى بغداد ، فطارده القائد مود واضطره الى ترك بغداد ، ودخل بغداد صباح 11 آذار 1917 ، وبعد ان سقطت بغداد استولى الجيش الانكليزي على سائر المدن العراقية بعد مناوشات ومناهدات ، وبذلك انطوت آخر صفحة من تاريخ بني عثمان في العراق .

شرارة الثورة الاولى
قام حاكم لواء الديوانية الانجليزى ديللى بارسال مبعوث الى حاكم ناحية الرميثة (اللفتنت هيات) يطلب منه ان يرسل له رؤساء الرميثة أجمعين بما فيهم الشيخ شعلان ابو الجون والشيخ غثيث الحرجان لينتقم منهم اشد انتقام وذلك لاعمالهم على تحريض الناس للمطالبة بالاستقلال ومحاولة اشعال الثورة هناك وعندها ارسل حاكم الرميثة من يبلغهم للمثول امامه فاتفق كل من الشيوخ شعلان وغثيث وبعض المشايخ ان يذهب لهم الشيخ شعلان ويبقى الاخرون بانتضار معرفة نتيجة هذا الطلب وقد ارسلوا برفقة الشيخ شعلان عم الشيخ غثيث وكان الاتفاق ان اذا القى به بالسجن بان يقول لمرافقه ان يرسلوا له عشر ليرات المانية وذلك بما يعنى ان يرسلوا له عشر رجال مسلحين اكفاء لتخليصه من هذا السجن , وعند وصول الشيخ شعلان الى حاكم الرميثة استقبله بالعنف والتوبيخ واسمعه كلاما لا يليق بزعيم الظوالم فرد عليه الشيخ شعلان بالمثل وهدده بان سياسة بريطانيا ستجرها الى عاقبة لا تحمد عقباها فانتم بالعراق وليس بهندستان وان العراقيين غير الهنود , فستشاط الحاكم غضبا وادخله الى السجن لحين حضور القطار الى الرميثه وارساله مخفورا الى الديوانية , وعندها ذهب المرافق معه وابلغ الظوالم بما حدث لزعيمهم , فارسل الشيخ غثيث الحرجان الرجال العشرة وتوجهوا الى الرميثة برئاسة حبشان الحاج كاطع , وعند وصول الابطال العشرة الى الرميثة عصر30 حزيران 1920 دخل الرميثة الابطال العشرة فقتلوا شرطيين من أفراد الشرطة الاربعة الذين كانوا في السراي ، واخرجوا « شعلان » من سجنه وهم يرددون هوساتهم الشعبية . . . فكانت تلك الرصاصة الاولى التي انطلقت في هذا اليوم « الشرارة الاولى » للثورة العراقية الكبرى .
ولم تكن بين هذه الحادثة وبين أولي الحل والعقد في الحواضر والارياف المهمة اية سابقة فلما وقعت وقف المخلصون تجاه الامر الواقع اذ لا يمكن ترك ابطال الرميثة ويصطلون بنار العدو منعزلين عن اخوانهم ، فكان لا بد من الاشتراك والاشتباك .
وفي اليوم الاول من شهر تموز وصلت الانباء الى الميجر ديلي عن الاضطرابات التي وقعت في جنوبي الرميثة ، وعلى مسافة طويلة منها وقد قلع الثوار هناك قضبان السكة الحديدية وهدموا عددا من الجسور . وفي اليوم نفسه حاصروا القطار الذي كان مسافراً بين البصرة وبغداد وقد جلبت سلطات الاحتلال بعض قطعات جيشها الى الرميثة واسندت قيادتها الى « الكابتن براك » .
وبدأ الثوار يحفرون خنادقهم ، منذ اليوم الرابع من شهر تموز ، ويقيمون الاستحكامات اللازمة لهم ، وذلك في الشمال الغربي من الرميثة ، كما شرعوا في توزيع قواتهم بصورة متقنة . وقد امطر الثوار الجنود البريطانيين بوابل من الرصاص ، واوقعوا فيهم ( 22 ) اصابة بين قتيل وجريح . وعلم الثوار ان قطاراً مدرعاً خاصاً يحمل المؤن والارزاق والمياه لنجدة حامية الرمثية وفيه القوات التالية :
قائد الفرقة اللفتننت كولونيل مارمن ، كتيبة واحدة من الفرقة الـ 37 لا نسرس ، فصيل من بطارية الاسناد 45 فصيل من الفرقة 45 السيك ، فصيل من الفرقة 99 المشاة ثلاثون جندياً من الاكراد الفيلي .
الا أن الثوار قد صمموا على الفتك بها واعادتها الى الدينوانية مهما بلغت خساراتهم ، وفشلت محاولة في فك الحصار الذي ضربه ولكن الثوار كانوا قد قطعوا خط رجعتها ، واشتبكوا في معركة شديدة استمرت من الظهر حتى مطلع الفجر ، وبلغت خسائر القوات الانكليزية ( 47 ) قتيلاً وظابطاً بريطانياً واحدا ، و ( 167 ) جريحاً بينهم احد الظباط ، اما خسارة الثوار فكانت طفيفة جداً بالقياس الى هذه الارقام .

معركة العارضيات
كان عدد الثوار قد تجاوز الخمسة الاف وقد تحصنوا في العارضيات ( والعارضيات عبارة عن اربعة جداول متوازية تقطع ) وقد تحصن فيها بنو عارض بقيادة رئيسهم الشيخ سوادي الحسون ثم قامت طائفة منهم بقطع السكة الحديد من الامام ومن الخلف وبدأت المعركة المسماة ( بالعارضيات ) التي لقي من ثقلها الشيء الكثير حيث قتل من الانجليز 125 جندي وضابط، ولم تستطع القوة العسكرية ان تتقدم شيئاً يذكر واضطرت الى الاستعانة بقوات اخرى تأتيها من الديوانية لربط السكة الحديد .

معركة ابي صخير
كانت قضية اشراك الشيخ مزهر الفرعون « كبير رؤساء آل فتلة » في الثورة من الامور التي اولاها الرؤساء كافة ، عناية خاصة ، فلما ظفرو بذلك انقسمت القبائل الى قسمين :
سار الاول على الضفة اليسرى من الفرات ، وكان مؤلفاً من « آل فتلة » واتباعهم ، وسار الثاني على ضفته اليمنى وكان مؤلفاً من آل فتلة و « آل ابراهيم » و « الغزالات » وجماعة « السيد هادي آل زوين » فلما اقترب الطرفان من أبي صخير وصلت الباخرة « فاير فلاي » القسم الاول ناراً حامية ، فهاجما القسم الثاني هجوماً عنيفاً ، ثم انصرف الطرفان الى مناجزة الحامية البريطانية في القرية ، حتى ارغموها على التحصن وقطعوا عليها سبيل الوصول الى الماء .
وقد اصبحت الشامية وأبو صخير والجعارة والديوانية والرميثة حتى السماوة بايدي الثوار كما ان السلطة اخلت كربلاء والنجف من تلقاء نفسها ، واصبحت الكوفة في ايدي الثوار على الرغم من وجود الحامية البريطانية متحصنة في بعض خاناتها . واتجه الثوار نحو « الكفل » فهرب موظفوها ، واحتلها الثوار في العشرين من شهر تموز 1920 .

معركة الرستمية ( الرارنجية )
الرستمية اسم لمقاطعة زراعية واسعة تقع بين الحلة والكفل تبعد عن الاولى 18 كيلومتراً وعن الثانية 12 كيلومتراً وفي يوم 7 ذي القعدة ، 23 تموز استعرضت القوة البريطانية مدينة الحلة وكان يقودها ( الكولونيل هاردكاستل ) وهي مؤلفة بحسب رواية الجنرال هالدن من :
فصيلين من كتيبة خيالة السند 35 ، البطرية 39 من المدفعية الملكية ، الفوج الثاني من رتل مانجستر ، سرية واحدة من رتل مانجستر ، سرية من فوج السيك الفني 32 ، حضيرة من سرية المستشفى السيار 24 .
وفي عصر هذا اليوم الثاني وبينما كان الجنود البريطانيون يحفرون الخنادق ويحصنون المعسكر بحسب الاوامر الصادرة ، اذا بقوة الاستطلاع تنبئ عن زحف الثوار من ( الكفل ) بقوة تتراوح بين 2500 الى 3000 مقاتل ، فذعرت القوة لهذا النبأ , وقد قام رئيس عشيرة العوابد الشيخ مرزوك العواد بحركة التفاف خطيرة .
واصبحت الجيوش الانكليزية بين نارين حاميتين ، واقد اظهر الثوار في حركة الاتفاف هذه ، من الفنون الحربية والتفنن في القتال ما حير عقول الانكليز وقادتهم . فلما كان المساء ذعرت حيوانات النقل ، العائدة للقوة فسارت في وسط الجند ، ونجم عن ذلك اضطراب شديد وشقت العجلات طريقاً لها في وسط القوة فتفرق الجند وصار يقتلون بعضهم بعضاً وهم يعتقدون انهم يقتلون الثوار ، فكانت الهزيمة ولم ينج من المعركة إلا النـزر اليسير . وقدرت خسائر الانكليز في هذه الواقعة ( 800 ) بين قتيل وجريح واسير . كما غنموا مدفعاً من عيار 18 رطلاً استعملوه في ضرب الباخرة ( فايرفلاي ) واغراقها في « شط الكوفة » بينما لم يخسر الثوار اكثر من بضعة عشر قتيلاً وبضعة عشر جريحاً وقد غنمواً 59 مدفعاً رشاشاً وكميات كبيرة من العتاد .
ان معركة الرستمية مونت الثوار بكل ما يحتاجون اليه من عتاد وذخيرة لمدة طويلة مضافاً الى السلاح الذي غنموه من العارضيات .
ولقد سجلت معركة الرارنجية البطولة النادرة للثوار العراقيينوذلك بقيادة كل من الشيخ عبدالواحد الحج سكر و الشيخ سرتيب الفرعون وكثير من مشايخ آل فتله واصبحت مثلا يحتذى به في بسالة الثوار الذين كانوا لا يملكون سوى « الفالات والمكاوير والسيوف » في الكوفة والحلة والهندية والديوانية وديالى وتلّعفر وبعقوبة وشهربان وفي ذرى الشمال قاتل ثوار ثورة العشرين قتالاً باسلاً وهزموا القوات البريطانية شر هزيمة ، لقد سجلت ثورة العشرين بطولات ناصعة خلال الشهور الثلاثة والنصف التي استمر فيها القتال ضد قراصنة الشعوب ومصاصي دمائها قل ان تفت في عضدهم مساومات الخونة وعملاء الاستعمار .




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رجاءا الضغط على الصورة جزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رحم الله أمريء اهداني عيوبي
اخوكم في الله
ابن العراق
حسين
ابو علي
freebalad2003
http://fx-arabia.com/vb/showthread.php?t=334

عرض البوم صور freebalad2003  
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 29-04-2010, 01:07 PM
freebalad2003 freebalad2003 غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: غير مسجل تفضلوا بعض من تاريخ وادي الرافدين-العراق


ثورة العشرين ضد الاحتلاق البريطاني للعراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كان العراق تحت السيادة العثمانية ومن ثم أغارت بريطانية من جهة البحر بجيوشها الجرارة ومعداتها الحربية ، وكان بدء الغارة في شهر أيلول سنة 1914 فاحتلت الجيوش البريطانية الفاو بلا مقاومة كما احتلت عبادان ثم احتلت البصرة وجعلتها قاعدة لاعمالها العسكرية ، وكان صبحي بك والي البصرة وقائدها قد ارتد الى القرنة ، فسار القائد البريطاني في اثره وهاجمه هناك ، فرأى صبحي بك ان لا فائدة من المقاومة سوى التغرير بمن معه من الجند فارسل بكتاب الى القائد الانكليزي يقترح فيه الاستسلام على ان يخرج الجيش بسلاحه ، فأبى القائد الانكليزي قبول هذا الشرط ، فاستسلم الجيش التركي بلا قيد او شرط ، وكان عدده ( 1200 ) جندي و 42 ظابطا، واُسر القائد صبحي بك .
وعلى أثر هذه الحادثة أقالت الحكومة جاويد باشا القائد العام للجيش العراقي ، وعينت سليمان بك العسكري ، وهو من زعماء الاتحاديين ، قائداً عاماً للجيش في العراق . وقد دارت بعد ذلك معارك دامية بين الفريقين كان اشدها واعظمها شأنا معركة (( الشعيبة )) التي هجم فيها سليمان العسكري على المعسكر البريطاني المحصن فيها هجمة المستميت فارتد خائباً ، وخسر من جيشه جنوداً كثيرين لا يستهان بهم ، ما بين قتيل وجريح وأسير ومعهم كثير من المجاهدين العراقيين ومنهم السيد محمد الحبوبي وكان لهذه الوقعة تأثيرها السيء على نفس سليمان بك العسكري فقتل نفسه مما أصابه من الاخفاق ، فضلا عن أنه أصيب من قبل بشظية قنبلة , فأرسلت الحكومة نور الدين بك ( باشا ) لاستلام القيادة العامة في العراق وكان الانكليز حين ذاك قد احتلوا العمارة من جهة دجلة واحتلوا من جهة الفرات الناصرية . فجمع نور الدين بك القوى المبعثرة وضافها الى النجدات الجديدة فحشد معظمها في ( السن ) الذي يبعد عن الكوت نحو ثمانية أميال تقريبا من الشرق ، وهناك اشتبك الجيشان في القتال فانتهى بفوز الانكليز فانسحب الجيش العثماني الى بلدة سلمان باك وزحف الانكليز على بلدة سلمان ، وهجموا على قلب الجيش العثماني وعلى جناحه الايسر ، وكاد الفوز يحالفهم لولا وصول نجدة قوية من الاتراك يقودها خليل بك باشا في تلك الساعة الرهيبة ، فدحروا الجيش الانكليزي وأرغموه على ترك الخطوط التي تغلب عليها ، فارتد الى الكوت فطارده الجيش العثماني والقى الحصار عليه وعليها . وعلى الرغم مما بذله الانكليز من الجهود لانقاذ هذا الجيش المحصور لم يستطيعوا انقاذه ، فاستسلم في 29 نيسان 1916 بعد ان اتلف معداته الحربية . وكان عدد افراده ( 13500 ) عدا الظباط ، فأرسلوا اسرى الى الانضول أما قائده الجنرال تاوسند فقد اعدت الحكومة لاقامته قصراً فخماً في جزيرة الامراء ( بيوك أطه ) فاقام فيه حتى زمن عقد الهدنة .
وبعد هذه الحادثة أرسل الانكليز لتقوية جيشهم حملة بلغ عددها 40,000 مقاتل تحت قيادة الجنرال مود فبدأ الهجوم على الجيش العثماني في 9 كانون الثاني 1917 فاحتلوا الخطوط الامامية بعد عدة معارك هائلة ثم استولوا على الفلاحية في 22 منه وضعضعوا الجيش العثماني فانسحب الى سلمان باك ثانية فأخذ الانكليز يطاردونه فلم يقو على الثبات ، وارتد الى بغداد ، فطارده القائد مود واضطره الى ترك بغداد ، ودخل بغداد صباح 11 آذار 1917 ، وبعد ان سقطت بغداد استولى الجيش الانكليزي على سائر المدن العراقية بعد مناوشات ومناهدات ، وبذلك انطوت آخر صفحة من تاريخ بني عثمان في العراق .

شرارة الثورة الاولى
قام حاكم لواء الديوانية الانجليزى ديللى بارسال مبعوث الى حاكم ناحية الرميثة (اللفتنت هيات) يطلب منه ان يرسل له رؤساء الرميثة أجمعين بما فيهم الشيخ شعلان ابو الجون والشيخ غثيث الحرجان لينتقم منهم اشد انتقام وذلك لاعمالهم على تحريض الناس للمطالبة بالاستقلال ومحاولة اشعال الثورة هناك وعندها ارسل حاكم الرميثة من يبلغهم للمثول امامه فاتفق كل من الشيوخ شعلان وغثيث وبعض المشايخ ان يذهب لهم الشيخ شعلان ويبقى الاخرون بانتضار معرفة نتيجة هذا الطلب وقد ارسلوا برفقة الشيخ شعلان عم الشيخ غثيث وكان الاتفاق ان اذا القى به بالسجن بان يقول لمرافقه ان يرسلوا له عشر ليرات المانية وذلك بما يعنى ان يرسلوا له عشر رجال مسلحين اكفاء لتخليصه من هذا السجن , وعند وصول الشيخ شعلان الى حاكم الرميثة استقبله بالعنف والتوبيخ واسمعه كلاما لا يليق بزعيم الظوالم فرد عليه الشيخ شعلان بالمثل وهدده بان سياسة بريطانيا ستجرها الى عاقبة لا تحمد عقباها فانتم بالعراق وليس بهندستان وان العراقيين غير الهنود , فستشاط الحاكم غضبا وادخله الى السجن لحين حضور القطار الى الرميثه وارساله مخفورا الى الديوانية , وعندها ذهب المرافق معه وابلغ الظوالم بما حدث لزعيمهم , فارسل الشيخ غثيث الحرجان الرجال العشرة وتوجهوا الى الرميثة برئاسة حبشان الحاج كاطع , وعند وصول الابطال العشرة الى الرميثة عصر30 حزيران 1920 دخل الرميثة الابطال العشرة فقتلوا شرطيين من أفراد الشرطة الاربعة الذين كانوا في السراي ، واخرجوا « شعلان » من سجنه وهم يرددون هوساتهم الشعبية . . . فكانت تلك الرصاصة الاولى التي انطلقت في هذا اليوم « الشرارة الاولى » للثورة العراقية الكبرى .
ولم تكن بين هذه الحادثة وبين أولي الحل والعقد في الحواضر والارياف المهمة اية سابقة فلما وقعت وقف المخلصون تجاه الامر الواقع اذ لا يمكن ترك ابطال الرميثة ويصطلون بنار العدو منعزلين عن اخوانهم ، فكان لا بد من الاشتراك والاشتباك .
وفي اليوم الاول من شهر تموز وصلت الانباء الى الميجر ديلي عن الاضطرابات التي وقعت في جنوبي الرميثة ، وعلى مسافة طويلة منها وقد قلع الثوار هناك قضبان السكة الحديدية وهدموا عددا من الجسور . وفي اليوم نفسه حاصروا القطار الذي كان مسافراً بين البصرة وبغداد وقد جلبت سلطات الاحتلال بعض قطعات جيشها الى الرميثة واسندت قيادتها الى « الكابتن براك » .
وبدأ الثوار يحفرون خنادقهم ، منذ اليوم الرابع من شهر تموز ، ويقيمون الاستحكامات اللازمة لهم ، وذلك في الشمال الغربي من الرميثة ، كما شرعوا في توزيع قواتهم بصورة متقنة . وقد امطر الثوار الجنود البريطانيين بوابل من الرصاص ، واوقعوا فيهم ( 22 ) اصابة بين قتيل وجريح . وعلم الثوار ان قطاراً مدرعاً خاصاً يحمل المؤن والارزاق والمياه لنجدة حامية الرمثية وفيه القوات التالية :
قائد الفرقة اللفتننت كولونيل مارمن ، كتيبة واحدة من الفرقة الـ 37 لا نسرس ، فصيل من بطارية الاسناد 45 فصيل من الفرقة 45 السيك ، فصيل من الفرقة 99 المشاة ثلاثون جندياً من الاكراد الفيلي .
الا أن الثوار قد صمموا على الفتك بها واعادتها الى الدينوانية مهما بلغت خساراتهم ، وفشلت محاولة في فك الحصار الذي ضربه ولكن الثوار كانوا قد قطعوا خط رجعتها ، واشتبكوا في معركة شديدة استمرت من الظهر حتى مطلع الفجر ، وبلغت خسائر القوات الانكليزية ( 47 ) قتيلاً وظابطاً بريطانياً واحدا ، و ( 167 ) جريحاً بينهم احد الظباط ، اما خسارة الثوار فكانت طفيفة جداً بالقياس الى هذه الارقام .

معركة العارضيات
كان عدد الثوار قد تجاوز الخمسة الاف وقد تحصنوا في العارضيات ( والعارضيات عبارة عن اربعة جداول متوازية تقطع ) وقد تحصن فيها بنو عارض بقيادة رئيسهم الشيخ سوادي الحسون ثم قامت طائفة منهم بقطع السكة الحديد من الامام ومن الخلف وبدأت المعركة المسماة ( بالعارضيات ) التي لقي من ثقلها الشيء الكثير حيث قتل من الانجليز 125 جندي وضابط، ولم تستطع القوة العسكرية ان تتقدم شيئاً يذكر واضطرت الى الاستعانة بقوات اخرى تأتيها من الديوانية لربط السكة الحديد .

معركة ابي صخير
كانت قضية اشراك الشيخ مزهر الفرعون « كبير رؤساء آل فتلة » في الثورة من الامور التي اولاها الرؤساء كافة ، عناية خاصة ، فلما ظفرو بذلك انقسمت القبائل الى قسمين :
سار الاول على الضفة اليسرى من الفرات ، وكان مؤلفاً من « آل فتلة » واتباعهم ، وسار الثاني على ضفته اليمنى وكان مؤلفاً من آل فتلة و « آل ابراهيم » و « الغزالات » وجماعة « السيد هادي آل زوين » فلما اقترب الطرفان من أبي صخير وصلت الباخرة « فاير فلاي » القسم الاول ناراً حامية ، فهاجما القسم الثاني هجوماً عنيفاً ، ثم انصرف الطرفان الى مناجزة الحامية البريطانية في القرية ، حتى ارغموها على التحصن وقطعوا عليها سبيل الوصول الى الماء .
وقد اصبحت الشامية وأبو صخير والجعارة والديوانية والرميثة حتى السماوة بايدي الثوار كما ان السلطة اخلت كربلاء والنجف من تلقاء نفسها ، واصبحت الكوفة في ايدي الثوار على الرغم من وجود الحامية البريطانية متحصنة في بعض خاناتها . واتجه الثوار نحو « الكفل » فهرب موظفوها ، واحتلها الثوار في العشرين من شهر تموز 1920 .

معركة الرستمية ( الرارنجية )
الرستمية اسم لمقاطعة زراعية واسعة تقع بين الحلة والكفل تبعد عن الاولى 18 كيلومتراً وعن الثانية 12 كيلومتراً وفي يوم 7 ذي القعدة ، 23 تموز استعرضت القوة البريطانية مدينة الحلة وكان يقودها ( الكولونيل هاردكاستل ) وهي مؤلفة بحسب رواية الجنرال هالدن من :
فصيلين من كتيبة خيالة السند 35 ، البطرية 39 من المدفعية الملكية ، الفوج الثاني من رتل مانجستر ، سرية واحدة من رتل مانجستر ، سرية من فوج السيك الفني 32 ، حضيرة من سرية المستشفى السيار 24 .
وفي عصر هذا اليوم الثاني وبينما كان الجنود البريطانيون يحفرون الخنادق ويحصنون المعسكر بحسب الاوامر الصادرة ، اذا بقوة الاستطلاع تنبئ عن زحف الثوار من ( الكفل ) بقوة تتراوح بين 2500 الى 3000 مقاتل ، فذعرت القوة لهذا النبأ , وقد قام رئيس عشيرة العوابد الشيخ مرزوك العواد بحركة التفاف خطيرة .
واصبحت الجيوش الانكليزية بين نارين حاميتين ، واقد اظهر الثوار في حركة الاتفاف هذه ، من الفنون الحربية والتفنن في القتال ما حير عقول الانكليز وقادتهم . فلما كان المساء ذعرت حيوانات النقل ، العائدة للقوة فسارت في وسط الجند ، ونجم عن ذلك اضطراب شديد وشقت العجلات طريقاً لها في وسط القوة فتفرق الجند وصار يقتلون بعضهم بعضاً وهم يعتقدون انهم يقتلون الثوار ، فكانت الهزيمة ولم ينج من المعركة إلا النـزر اليسير . وقدرت خسائر الانكليز في هذه الواقعة ( 800 ) بين قتيل وجريح واسير . كما غنموا مدفعاً من عيار 18 رطلاً استعملوه في ضرب الباخرة ( فايرفلاي ) واغراقها في « شط الكوفة » بينما لم يخسر الثوار اكثر من بضعة عشر قتيلاً وبضعة عشر جريحاً وقد غنمواً 59 مدفعاً رشاشاً وكميات كبيرة من العتاد .
ان معركة الرستمية مونت الثوار بكل ما يحتاجون اليه من عتاد وذخيرة لمدة طويلة مضافاً الى السلاح الذي غنموه من العارضيات .
ولقد سجلت معركة الرارنجية البطولة النادرة للثوار العراقيينوذلك بقيادة كل من الشيخ عبدالواحد الحج سكر و الشيخ سرتيب الفرعون وكثير من مشايخ آل فتله واصبحت مثلا يحتذى به في بسالة الثوار الذين كانوا لا يملكون سوى « الفالات والمكاوير والسيوف » في الكوفة والحلة والهندية والديوانية وديالى وتلّعفر وبعقوبة وشهربان وفي ذرى الشمال قاتل ثوار ثورة العشرين قتالاً باسلاً وهزموا القوات البريطانية شر هزيمة ، لقد سجلت ثورة العشرين بطولات ناصعة خلال الشهور الثلاثة والنصف التي استمر فيها القتال ضد قراصنة الشعوب ومصاصي دمائها قل ان تفت في عضدهم مساومات الخونة وعملاء الاستعمار .






رد مع اقتباس